راديو الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (نسرين طرابلسي)

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن  داعش أعدم يوم الثلاثاء 18 آب/أغسطس المدير العام السابق لمديرية تدمر للآثار والمتاحف في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي.

وقال أحد المقربين من عالم الآثار خالد الأسعد البالغ من العمر 82 عاماً، الحاصل على شهادة دكتوراه في علم الآثار، إن داعش أعدمته في الساحة العامة بتدمر وعلقت جثته على عمود وسط تجمهر عشرات المواطنين في مكان تنفيذ الإعدام، بعد اعتقاله منذ نحو شهر.

ولد خالد الأسعد في العام 1934م، بالقرب من معبد بل الأثري، وحصل على إجازة بالتاريخ من جامعة دمشق عام1956، ومن ثم دبلوم التربية..  تم تعيينه كمدير عام لآثار ومتاحف تدمر، وبقي في منصبه حتى أحيل للتقاعد بالعام 2003، إلا أنه لم ينقطع عن عمله الأثري. تعلّم خالد الأسعد، اللغة الآرامية، وكان المسؤول عن ترجمة نصوص المكتشفات الأثرية بتدمر حتى قيام الثورة السورية في العام2011، كما كان يرأس الجانب السوري في جميع بعثات التنقيب السورية -الأجنبية المشتركة.

من أهم أكتشافاته، حسناء تدمر، القسم الأكبر من الشارع الطويل، التترابيل، وبعض المدافن التدمرية الأرضية.

أصدر وترجم "الأسعد"، أكثر من 20 مؤلفا عن تدمر والمناطق الأثرية في البادية السورية، كقصر الحير الشرقي والغربي، والنقود التدمرية، وطريق التجارة الدولي، المعروف بطريق الحرير.

كما كان مسؤولا عن استقبال كافة الشخصيات العالمية، التي كانت تزور تدمر، بما فيهم رؤساء جمهوريات، ووزراء كبار في دول عظمى، ونال العديد من الأوسمة والجوائز العالمية.

بالصور: خالد الأسعد.. التدمري العاشق للآثار والتاريخ

كان خالد الأسعد بالإضافة لشغفه في عالم الآثار والتنقيب عنها عاشقاً لمدينته تدمر وبإمكانكم زيارة صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك لتقرأوا عن هذه المدينة العظيمة التي قضى الأسعد سنوات طويلة من عمره يعمل مع بعثات آثار أمريكية وفرنسية وألمانية في أعمال حفريات وبحوث في أطلال وآثار المدينة التي يرجع تاريخها إلى 2000 سنة، والمدرجة ضمن قائمة منظمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.

كتب بتاريخ 26 نيسان/ابريل 2015 :

"تقع تدمر في بادية مترامية الأطراف تلتقي عندها أهم طرق التجارة بين الشرق والغرب، ولذلك تطورت من واحة إلى قرية ثم إلى مدينة أصبحت واحدة من أجمل مدن العالم. و قد اعتمد مجتمعها بشكل رئيسي على تجارة القوافل وتنظيمها، فارتبط سكانها بشؤون القافلة وتأمين متطلباتها، حيث أنّ كل شيءٍ كان معدّاً لاستقبال القوافل ومرورها عبر شوارع المدينة في مظاهر احتفالية مهيبة
حققت تدمر من تنظيم وإدارة القوافل مكاسب عظيمة، تتجلى بوضوح في الازدهار الاقتصادي الهائل كما في الرخاء العمراني المُدهش إضافةً للفن والثقافة، فكانت تدمر آنذاك مدينة القوافل وعاصمة الثراء.

بالصور: خالد الأسعد.. التدمري العاشق للآثار والتاريخ

ويضيف المزيد من الصور والمعلومات بتاريخ 23 ابريل:

"لقد كانت روح الخير، والرغبة في العمل من أجل المجتمع، سمةٌ غالبة لأثرياء المدينة، وقد تجلى ذلك بوضوح مع مطلع القرن الثاني الميلادي، فكان هؤلاء التجار يشيدون المعابد والشوراع والساحات والأسواق والحمامات وغيرها من المباني العامة ذات التكاليف الباهظة ويقدموها لمدينتهم.
تشهد النقوش الكثيرة المحفورة على أعمدة الشوارع وأروقة المعابد وغيرها، على أن هؤلاء المواطنين قد أخذوا على عاتقهم في رغبة واضحة للعيان، القيام بالكثير من الأعباء في سبيل ازدهار مدينتهم، وأنهم كانوا يتسابقون فيما بينهم في هذا المضمار".

كما بإمكانكم الاطلاع في صفحته الغنية بالمعلومات أيضا على العديد من الصور واللوحات الفنية لكبار رسامي الغرب الذين سحرتهم تدمر وعلى المزيد من صور التحف الفنية والأطلال العظية بشرح تفصيلي لما تعكسه هذه التحف عن مجتمع ذلك الزمان فكتب بتاريخ 26 فبراير 2015:

"تميزت المنحوتات التدمرية بدقة النحت وجمال الزينة، وقد أبرزت هذه المنحوتات سمو مكانة المرأة في تدمر، فهي ترتدي أثمن الأزياء، وتتحلى بأنفس الرصائع والقلائد والأقراط والأطواق الملونة بماء الذهب، ويُبرز الفنان تخطيط الحواجب وتكحيل الجفون وتلوين الشفاه، وذلك ليعطي لوحته المزيد من الأبعاد الجمالية التي تؤكد على الحضور القوي للمرأة في المجتمع المحلي كمكوّن فعّال في تكوين الأسرة وإدارة شؤونها".

بالصور: خالد الأسعد.. التدمري العاشق للآثار والتاريخ

نعى راديو الآن العالم خالد الأسعد، فهو قامة سورية وخسارة تضاف إلى لائحة الخسارات المؤلمة والمفجعة على يد الدخيل الإرهابي المتطرف داعش، أحد الأذرع الوحشية لنظام الأسد.

بإمكانكم الاستماع بالضغط على الرابط:

(الصور من صفحة خالد الأسعد على الفيسبوك)