هنا في العاصمة الفرنسية تحط به الرحال….

ما يزيد عن ثلاثة عقود من مسيرة فنية لطالما حفلت وتميزت وركزت على كتابة وتلحين الاغاني الإنسانية والوطنية والثورية.
سميح شقير المولود في الجولان المحتل انطلق إلى فضاء العالم،
مئات المهرجانات والمناسبات المختلفة في مختلف القارات،
غنّى خلالها للجولان، الجرح السوري الأعمق،  ولحرية وكرامة المواطن، ولمعتقلي الرأي في زنازينهم
غنى لقضايا امته العربية، بوجعها، وآلامها وتطلعاتها، غنّى للأكراد ولحقهم بالحياة المتساوية العادلة،
غنّى للفقراء والمظلومين وللمقهورين، غنّى لسحر الوطن، مثلماً غنى لوجع الغربة،
ومع التضييق على حركته الفنية، وتأثره بالخراب الاجتماعي في ظل حكم آل الأسد، غادر سميح شقير بلاده مكرهاً ومضحياً، كي يتمكن من مواصلة أداء دوره وإيصال صوته الى أكبر جمهور ممكن.

ليُعرف -ولايزال-  بالفنان الملتزم، والمغني، والمؤلف الموسيقي, والشاعر
ولأن تجربته شكلت حالة وطنية وثورية فريدة، بكل معاني الكلمة، فقد رسخت في قلوب ووجدان الأجيال وربما ستبقى طويلاً في ذاكرتهم
بين "لمن أغني" و"يا حيف" مسيرة فنية حافلة من العطاء لامست ولاتزال مشاعر الشارع العربي من محيطه إلى خليجه
ومئات الأغاني قام بكتابة معظمها وتلحينها بمجملها، والتي ورغم اختلاف وتنوع التحديات والصعوبات، كذلك تعدد المغريات
لم تخرج يوماً عن إطار رسمه لها من بدايات مسيرته.

مسيرة غنية طويلة من الإنتاج الوطنية الثورية الملتزمة، محمّلاً نفسه وأعماله كما اعتادـ مسؤولية تعرية الظلم والظالم أينما كان وحيثما كان
سميح شقير الذي لم ينتسب إلى اي حزب أو تيار سياسي، مفضلاً البقاء مستقلاً، طالماً أن انتماءه للوطن للأرض يراه الأوسع والأجدى؛ كان مع انطلاقة ثورة الحرية والكرامة في بلاده، وحيث أبكته مجزرة درعا يخرج باقة من أهم إبداعاته ..ياحيف .. قربنا يا الحرية … هي يا بنات
سميح شقير أيقونة الفن الثوري والوطني التقيناه في منفاه الباريسي فباح لنا بكل شجونه وذكرياته

إعداد وإخراج: هاني الملاذي

hanimalazi@

20/08/2015