راديو الآن | الإمارات العربية المتحدة – دبي – (نسرين طرابلسي)  

نعى راديو الآن فلاديمير غلاسمان الدبلوماسي والكاتب الفرنسي الذي توفي في باريس بتاريخ 22/8/2015 بعد صراع مع مرض السرطان. وبوفاته فقد جمهور الثورة السورية أحد الأشخاص الذين يمكن وصفهم بحق أصدقاء للشعب السوري. فماهي أهميته ولماذا حظي بكل هذا الاحترام والتقدير؟

لم يكن هذا الدبلوماسي الفرنسي بعيداً عن الشأن السوري فلقد عمل طويلا في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وقضى نحو اثني عشر عاماً في سوريا، في سبعينيات القرن الماضي، منذ أن  كان طالبا في المعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق، وباحثاً في نفس المعهد، إلى أن شغل منصب مستشار سياسي مكلّف بمتابعة السياسة الداخلية بالسفارة الفرنسية بدمشق بين عامي 2008 و2001.

كتب باسل العودات عنه في صحيفة العرب بمقال تفصيلي عن حياته وفكره وانجازاته:
" عاش في دمشق فأحبها، خبر شوارعها وأماكنها، تفاعل معها وكأنه دمشقي أبًا عن جد رغم أنه فرنسي، وعرفها أكثر من دمشقيين كُثر، سعى للتعرف على مثقفي سوريا ونخبتها، وسُعِدوا هم بالتعرف إليه، شاركهم أفراحهم وأتراحهم، اِئتمنوه على أسرارهم السياسية والشخصية، وغدا خبيرا بالعائلات والانتماءات والديانات، وعرف تركيبة النظام السياسية والأمنية، فتعاطف مع السوريين ضد ظلم عاشوه طوال عقود"

عرف النظام وأزلامه وسياسته تمام كما عرف المعارضة ورموزها بكافة اتجاهاتها. لذا كان من الطبيعي أن يقف غلى جانب الشعب السوري في قضيته العادلة وكان يؤمن أن الشعب الذي عرفه لا يمكن أن يكون أصولياً بل إن ما أوصل سوريا ماهي عليه الآن :" احتكار السلطة والسياسة الطائفية التي مارستها عائلة الأسد والمحيطون بها".

كل من عاصره أو سمعه أو تابع مقالاته يعرف كم حزن لأن الشعب السوري ترك وحيداً في مواجهة آلة القمع والقتل للنظام السوري واعتبر أن بلاده والمجتمع الدولي وقعت ضحية سيناريو الأسد في محاربة الارهاب.

شدد في كل أحاديثه على أن الثورة السورية بدأت سلمية، وكان مؤمناً بأن لا سوريا ولا الشعب السوري يمكن لها أن تقبل بالأصولية  وما داعش وغيرها سوى أحجار لعب في رقعة الأسد استخدمهم في لبنان والعراق وهاهو يعود لاستخدامهم في سوريا.

رثاه المعارضون السوريون بحزن كبير ومنهم د. عبد الرزاق عيد وجورج صبرا والأكاديمي اللبناني زياد ماجد وكتب البروفيسور برهان غليون المدير السابق للمجلس الوطني السوري المعارض في رثائه:

"في أول مرة التقيته بعد عودته من سورية متقاعدا، وكان ذلك قبل الثورة بقليل، كان حزينا لأنه لم يستطع أن يحقق حلمه في شراء البيت الذي أحبه لقضاء ما تبقى له من العمر في دمشق.

لم يكن فلاديمير صديق الشعب السوري كما وصفه السوريون المعتصمون في ساحة تروكاديرو اليوم بمناسبة تخليد ذكرى شهداء مذبحة الكيماوي في ٢٢ آب ٢٠١٣، لقد كان أخا لجميع السوريين.

لن ينسى السوريون أصدقاءهم ومن تضامن معهم في زمن المحنة

لن ينسوا فلاديمير غلاسمان، وما جسده من روح الأخوة والتضامن والإنسانية،

سيبقى اسمه علامة لا تمحى في تاريخ سورية الحرية"

للمزيد عن فلاديمير غلاسمان اضغط الرابط: