أخبار الآن | الحدود التركية السورية – تركيا (جابر المر)

مازالت إجازة العيد مفتوحة لدى السوريين المقيمين في تركيا، والذين دخلوا ليزوروا أهاليهم في الشمال الشرقي السوري، بعد أن أخبرهم الطرف التركي أن بإمكانهم الدخول والعودة إلى تركيا بعد هذه الزيارة.

مدة طويلة

بعد أن دخل السوريون من معبر الدرباسية الحدودي بريف الحسكة، أغلق الطرف التركي المعبر، ولم يعد يسمح لأحد من الذين دخلوا إلى الأراضي السورية بالعودة إلى تركيا.

مرّ أسبوعان وما زال الناس يتقاطرون أمام المعبر بانتظار الدخول. يقول جوان:"علمنا أنه بالإمكان زيارة أهلنا في سوريا، والعودة إلى تركيا خلال مدة أقصاها عشرة أيام بناءً على ما حدد الوالي، لكننا وقبل انقضاء المدة أتينا إلى المعبر وأخبرونا أنه ليس بالإمكان الدخول، فالمعبر مغلق وفتحة يتطلب قرارا من أنقرة، وإلى اللحظة فأنا آتي يوميا إلى المعبر لأسمع الكلام ذاته، أخشى من خسارة عملي في تركيا إن طالت المدة أكثر".

الجانب السوري

تحاول وحدات حماية الشعب الكردية تنظيم عبور الناس اليومي بين الطرفين لا أكثر ولا أقل، حيث أنها تفتح المعبر الذي تسيطر عليه من طرفها، لكنها لا تستطيع التصرف حيال إغلاق المعبر من الطرف التركي، ليصطدم العابرون بأجهزة المراقبة والأسلاك الشائكة على الجانب الآخر.

أحد القائمين على المعبر من طرف وحدات حماية الشعب الكردية والذي رفض الافصاح عن اسمه يقول: "لا يوجد أي نوع من العلاقات أو المراسلات بيننا وبين الطرف التركي. نحن في إدارة المعبر لا يوجد لدينا أي مشاكل مع المواطنين من حيث دخولهم وخروجهم من المعبر، لكن الطرف التركي هو الذي يعيق كل العمليات وليس بإمكاننا تقديم أي عون".

هذا ويؤخذ بعين الاعتبار أن الجانب التركي شدد الخناق وحصن تخومه الموازية المنطقة الشرقية من سوريا بعد توسع نفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تصنفه تركيا كمنظمة إرهابية.

إرهاق وتكاليف

أكثر من خمسة عشر يوما والمحاولات مستمرة بتعبها وما تكلفه من جهد، لكن مقابل هذا الجهد باتت عملية ذهاب الناس للمعبر في الريف والعودة منه إلى قراهم المتناثرة أمرا مكلفا على الصعيد المادي، وتكراره اليومي يجعل عبئه الاقتاصادي غير محمول في أغلب الأحيان.

يقول أبو كاوا: "نصرف الكثير من النقود على الطرقات، فالناس تتجمع هنا وبعد أن يتم خذلانها تتجه إلى أماكنها في القامشلي وعامودا ورأس العين".

بينما تخبرنا مريم أن ما يربكها في هذه العملية اليومية هو أطفالها الذين لم تعد تتحمل عبء المضي بهم ذهابا إيابا من القرية إلى المعبر وبالعكس، بالوقت الذي قررت النزول بهم إلى سوريا بطريقة نظامية حسب الوعد التركي وبقي أباهم في تركيا.

الدخول بطريقة غير شرعية

عندما تسألهم عن محاولتهم الدخول بطريقة غير شرعية (تهريب) يستبعد أبناء المنطقة الشرقية من سوريا الخيار فورا. فقد تعرّض العديد من الشبان أحيانا للضرب على يد حرس الحدود التركي، حيث يخشى الأتراك من تسلل عناصر وحدات حماية الشعب إلى أراضيها، خصوصا مع المعارك المندلعة منذ أسابيع بينهما.

يخبرنا جواد أحد الشباب الذين جربوا الدخول تهريبا في السابق، أنه دخل مع مجموعة كان من ضمنها عائلات معهم أطفال، وما أن عبروا السياج الحدودي حتى بدأ حرس الحدود التركي بإطلاق الرصاص فتوقفت المجموعة عن السير، ثم قام أمن الحدود بضربه بسبب عدم استجابته لطلبهم بالعودة.

لا تبدأ معاناة اللاجئ السوري هنا ولا تنتهي، إنما هو فصل طويل من كتاب خطوا حرفه بدمهم، كتب على غلافه أن الشعب يريد إسقاط الأسد وزبانيته.