أخبار الآن | إدلب – سوريا – (إيهاب بريمو)

تحتاج المدن والمناطق السورية التي خرجت من سيطرة النظام إلى الكثير من الجهود والمبادرات لتجاوز حال الدمار والخراب الذي خلفهما عنف النظام ودمويته.

وفي هذا الإطار، يجتهد المعنيون بالأمر بإطلاق مبادرات وتجمّعات من شأنها مدّ يد العون والدعم لأبناء المجتمعات المحلية وشرائحها المختلفة.

بصمة جانوديات ..

في واحدة من قرى جسر الشغور في إدلب، أطلقت مجموعة من شابات القرية مبادرة هامة تمثلت بفريق "بصمة جانوديات" في القرية التي تحمل الاسم نفسه "الجانودية".

فقد قررت مجموعة من الشابات المبادرة بتنفيذ عدة نشاطات وفعاليات تستهدف القطاعات والشرائح غير فاعلة في المنطقة التي يعشن فيها، فكانت ولادة فريق بصمة جانوديات تلبية لحاجة يتطلبها المجتمع المحلي لتخفيف المعاناة وتكريس فعل العمل التطوعي التشاركي.

يتألف الفريق من مجموعة من المتطوعات اللواتي يطمحن إلى تحقيق أهدافهن وآمالهن في تفعيل دور المرأة للنهوض بدورها في بناء المجتمع الجديد من خلال استهدافها بعدة نشاطات من شأنها العمل على تشجيع مفاهيم الاستقلالية والفاعلية في الأسرة والمجتمع.

كذلك يولي الفريق اهتماما واضحا بفئة الأطفال من خلال برامج الدعم النفسي كخطوة ضرورية لتخليصهم من آثار الحرب، وبث القيم الوطنية والأخلاقية، وتدريبهم على إظهار روح المبادرة والعمل التطوعي وتنمية مجتمعهم المحلي.

تقول الشابة غروب مصطفى، التي أنشأت الفريق بالتعاون مع مجموعة من صديقاتها: " أنشأت مركزا للفريق في ريف جسر الشغور لأن المنطقة تكاد تكون خالية من أعمال مشابهة".

وتكمل: "كان الهدف من المركز تفعيل دور المرأة وإبرازه بعد أربع سنوات من الثورة. فهناك العديد من النساء اللواتي رفضن العمل في الدوائر الحكومية التابعة لنظام الأسد وفضّلن الاستقالة، عدا عن الطالبات الجامعيات وتخليهن عن إكمال دراستهن في جامعات النظام إما بسبب الخوف أو الأوضاع الأمنية السيئة".

نشاطات الفريق ..

تتنوع نشاطات الفريق من الدورات التعليمية وإكساب المهارات الحياتية التي تفيد الشباب في حياتهم العملية مثل دورات المحادثة في اللغة الانجليزية لطالبات الجامعة مجانا من أجل تحسين مستواهن وتأمين فرص عمل، ودورات في تعليم الخياطة وخاصة الألبسة المستعملة وتحويلها إلى ألبسة للأطفال.

يقدم الفريق الدعم والمشورة للأسر المتضررة، وهو بذلك يعمل على تكريس مفاهيم الانتماء والتنظيم عن طريق احتضان الطاقات الشابة.

تقول فرح محمد، إحدى مؤسسات الفريق: "الفعاليات والنشاطات التي نقوم بها حاليا رغم بساطة فكرتها وتمويلها إلا أنها تجد أصداء واسعة في مجمتعنا. نقوم حاليا بالتحضير لعدت ندوات ومحاضرات نسائية من أجل تبادل الأفكار والآراء والنهوض بدور المرأة في منطقتنا في مختلف مجالات الحياة. ولم تقتصر النشاطات على النساء فقط، الأطفال هم أيضا أصحاب نصيب كبير من نشاطاتنا، فنقدم جلسات أسبوعية في الدعم نفسي للأطفال وتثبيت الأفكار الايجابية لديهم بعيداً عن أجواء الحرب".

صعوبات متعددة ..

يتألف الفريق من إحدى عشرة متطوعة وعدد كبير من الأعضاء غير الدائمين يتواجدون حسب نوع الأنشطة والفعاليات. يعمل الفريق في ظل سيطرة فصائل عسكرية متباينة ويواجه بعض الصعوبات في تنفيذ نشاطاته، لكن بالمقابل، ومع نتائج نشاطاته، بدأت غالبية الأهالي ترحب بفكرة المشروع وتساندها. وترى القائمات على الفريق أنهن يوجهن رسالة إلى كل النساء السوريات تتمثل بضرورة إظهار إمكانياتهن وانخراطهن في الثورة، وكذلك توجيه رسالة للمنظمات المهتمة بشؤون المرأة السورية وتشجيعها على الدعم اللوجستي للمبادرت المحلية المختلفة.

تخبرنا رهام، إحدى المستفيدات من نشاطات الفريق، أنها انتسبت بدافع حبها لتعلم اللغة الانجليزية، وعندما شاهدت روح الفريق وحبه لمساعدة النساء والأطفال والأنشطة والفعاليات التي ينوي القيام بها قررت الانضمام للفريق. وقد عبّرت عن شعورها بسعادتها بالمشاركة بنشاطات تفيد الأطفال وتدعمهم نفسيا.

وكان أخر نشاط للفريق فيما يتعلق بالأطفال هو احتفالات العيد وقيام المتطوعات بتقديم الهدايا والألعاب للأطفال وتوزيع بعض الحلوى عليهم. أما النساء فقد تم تقديم دورات لتعليم الأعمال اليدوية البسيطة من خياطة وصناعة الألبسة الصوفية، والعمل على التسويق لها وتحصيل مردود مادي بسيط لهن.

فريق بصمة جانوديا يسعى إلى تطوير مهارات المرأة والأطفال والارتقاء بالأفكار والمشاريع النسائية. إنها المرأة السورية التي تريد المشاركة في بناء سورية الجديدة بعد أن دمرتها حرب نظام الأسد على المجتمع السوري.