أخبار الآن | ألمانيا – (تالا جابر)

يتململ اللاجئون السوريون في أوروبا ممن أخرجهم النظام من بيوتهم عنوة، من حصول الموالين للأسد على حق اللجوء في أوروبا، لكن ما لا يمكنهم تصديقه هو حصول الشبيحة ممن حملوا السلاح في وجه المدنيين على اللجوء أيضا.

لم يصدق عمار عندما رأى (س.س) وهو أحد أفراد الحاجز المسؤول عن اعتقال أخوته الثلاثة في مخيم اليرموك يتبع معه دورة تعليم اللغة في ألمانيا، بعد أن حصل على اللجوء والإقامة.

يقول عمار: حاول أن يشيح النظر لم يستطع النظر إلي ومواجهتي، وقبل خروجي من المخيم كان قد أرسل إلي أكثر من تهديد بالاعتقال بعد أن حملتهم مسؤولية اعتقال أخوتي دون وجه حق، أما أنا فخطر في بالي أن ارتكب جريمة تعيد حق من ظلموا على يده ويد غيره من الشبيحة، لكنني تمالكت أعصابي وخرجت بهدوء.

ويضيف عمار أن هذا الشخص ليس وحده الحاصل على اللجوء من عناصر الحواجز، حيث علمت بحصول اثنين آخرين على اللجوء مع عائلاتهم (و.س – س.ع)، مقدمين روايات كاذبة بأنهم من المدنيين المحاصرين في مخيم اليرموك.

ويروي لنا عمار قصة الحاجز الذي كان يناوب عليه (س.س) ويقول: "إنه بعد تحرير مخيم اليرموك من قبضة النظام، مارس كل أعمال التشبيح من اعتقال وحصار واغتصاب للنساء في جامع البشير وبيوت الزاهرة مسبق الصنع وعلى هذا الحاجز كان يتواجد هؤلاء الذين هم اليوم لاجئون في ألمانيا بعد وصولهم عن طريق التهريب.

ومن المفارقات العجيبة والتي تزيد من مأساتنا نحن السوريين حسب ما يشير عمار إلى أنه بسبب هؤلاء أنا لا أعرف شيئا عن أخوتي منذ عامين، وفي الوقت الذي يحصل هؤلاء فيه على اللجوء لا تستطيع أمي وأبي الخروج من المخيم لأنهم ينتظرون عودة أخوتي المعتقلين.

بدأت أوروبا بقبول طلبات لجوء السوريين بسبب الظروف التي تمر بها بلادهم، وحسب أحد الحقوقيين الذي فضل عدم ذكر اسمه فإن قبول اللجوء يشترط وجود تهديد حقيقي لحياة اللاجئ إما من الحكومة أو من المجموعات، على أن يكون من المدنيين، وليس من حاملي السلاح وهناك تعامل خاص بالنسبة للمجندين، أما الميليشيات التي تأسست للقتال إلى جانب النظام فمن البديهي أنها لا تمتلك حق اللجوء، كونها هددت بالسلاح حياة الآخرين.

ويضيف أنه للأسف هناك الكثير من شبيحة النظام حصلوا فعلا على حق اللجوء، والمشكلة أن الأوروبيين يسلمون بصحة الروايات المقدمة كونهم أصلا لا يمتلكون الوسائل والأدوات للتحقق من صحة ادعاءات طالبي اللجوء، ومن ناحية أخرى هناك من لديه روايات حقيقية ولا يمتلك الإثبات عليها، فهذه هي المعضلة الحقيقية.

وهناك ما يزيد على 270 ألف طلب لجوء إلى أوروبا حسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، في حين أن العدد الذي تعهدت أوروبا باستقباله هو فقط 100 ألف في نهاية العام 2016، من أصل ما يزيد على أربعة ملايين لاجئ في الدول المجاورة لسوريا، ومن هنا يدعو الحقوقي أن من لديه معلومة عن قبول لجوء الشبيحة أن يقدمها للجهات المعنية في بلد اللجوء، لأنهم يأخذون حق غيرهم من المدنيين ممن يعانون ظروفا قاسية في دول الجوار.

وأفادت مصادر حقوقية أن منظمات دولية تعمل بشكل حثيث للضغط على الحكومات الأوروبية بقبول مزيد من اللاجئين السوريين وتحقيق نوع من العدالة في قبول الملفات لتجنب قبول أي من حاملي السلاح.