أزمة الهجرة تهدد حرية التنقل في أوروبا وتحذيرات من انهيار مجال شينغن

أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (ديما نجم)

مع تفاقم أزمة اللاجئين وسعيهم المتزايد للوصول الى اوروبا، ومع مواجهة الاوروبيين بشكل متفرق لتدفق المهاجرين، بدأ البعض يحذر من احتمال انهيار مجال شينغن الذي يضمن التنقل الحر في الاتحاد الاوروبي.. آخر التطورات في هذا الملف في تقرير أعدته الزميلة ديما نجم.

يواصل آلاف المهاجرين يوميا محاولاتهم للوصول الى اوروبا، بعيدا عن ظروف الحروب وتدني المعيشة في بلدانهم، ومع هذا التدفق المستمر للاجئين، يقع عبء تحمل تلك الموجات البشرية الضخمة من اللاجئين على بعض من الدول الأوروبية، بينما تنأى باقي دول الاتحاد بنفسها عن القضية برمتها، وهو ما دعا البعض الى التحذير من انهيار مجال شينغن، اذ حذرت الاحزاب المشككة في الوحدة الاوروبية كل على ساحته الوطنية من سيناريو انتهاء هذه المنطقة الواسعة التي تضم ستة وعشرين بلدا.

كما تحدثت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل عن هذا الاحتمال ودعت الى تحرك سريع لتجنب حدوثه، وحذرت ميركل انه في حال انهيار مجال شينغن فلن تبقى هناك اوروبا.        

وزير الخارجية الايطالي أيضا عبر عن خشيته من التشكيك في شينغن وعودة الحدود القديمة، مشيرا الى ان المهاجرين لا يصلون الى اليونان او ايطاليا او المجر بل الى اوروبا، داعيا الاوروبيين الى مزيد من التضامن.

في المقابل ترى المفوضية الاوروبية ان شينغن هو احد اكبر نجاحات الاتحاد الاوروبي، داعية الدول الى احترام القواعد ليتمكن النظام من العمل بشكل سليم.
 
تأتي هذه التحذيرات فيما تستمر محاولات اللجوء بكافة السبل، والتي قد تنتهي بأصحابها في كثير من الاحيان غرقى في مياه البحر، كما حصل لتسعة مهاجرين سوريين على الاقل اذ لقوا حتفهم مقابل سواحل تركيا، اثر غرق زورقين متجهين من مدينة بودروم الساحلية جنوب غرب البلاد الى جزيرة كوس اليونانية فيما لايزال عدد آخر ممن كانوا على متن الزورقين في عداد المفقودين.
 
في المقابل وصل حوالى أربعة آلاف وثلاثمئة مهاجر بينهم العديد من السوريين منذ مساء الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء، الى ميناء بيرايوس اليوناني بعدما نقلتهم السلطات اليونانية من جزيرة ليسبوس بحسب ما قالت شرطة الموانىء موضحة ان السلطات اليونانية نقلت هؤلاء المهاجرين لتخفيف العبء عن جزيرة ليسبوس الواقعة في بحر ايجه الشرقي والتي أصبحت في الاشهر الماضية احدى بوابات العبور الرئيسية للاجئين والمهاجرين الى اوروبا بسبب قربها من تركيا، نقطة انطلاق المهاجرين غير الشرعيين.
 
اما في المجر التي لايزال مئات المهاجرين عالقين فيها، نظم عشرات المهاجرين تظاهرة خارج محطة القطارات الدولية الرئيسية في بودابست صباح الاربعاء، بعدما منعت الشرطة حوالى ألفي مهاجر من ركوب قطارات متوجهة الى النمسا وألمانيا.
 

فراس كيال مسؤول العلاقات الخارجية في مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين