أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (منى عواد)

استطاع الأسد أن يدمر سورية، وأن يهجر أهلها في سياسة ممنهجة، سمحت له حتى بتغيير البنية الديموغرافية لبعض المناطق وترك مناطق واسعة لصالح المجموعات الإرهابية، وذلك من أجل الدفاع عن مصالحه الضيقة، وبرأي متابعين فإن نظام الأسد سلم الكثير من المواقع لداعش كما حدث مؤخراً في مدينة تدمر..المزيد من التفاصيل مع الزميلة منى عواد.

تعددتِ الانتهاكاتُ التي يمارسُها تنظيمُ داعش وجيشُ الأسد ضد الشعبِ السوري وتنوعتْ أساليبُها من إعداماتٍ ميدانيةٍ للثوار، واعتقالاتٍ تعسفيةٍ ، فالتهجيرُ والقتلُ والاعتقالُ باتتْ سماتٍ تجمعُ نظامَ الأسد وداعش ، والخاسرُ الوحيدُ هو الشعبُ السوري ..

 فممارساتُ الإسدِ وسياسةُ التدميرِ التي إتبعها على مدى أربعِ سنواتٍ  دمرتْ كثيرًا من المدن والبلداتِ السوريةِ وهجَّرتْ آلافًا من المدنيينَ والأبرياءِ وهي سياسةٌ ممنهجةٌ للقتل والدمارِ إتبعها الأسد.

ممارساتُ داعش لم تختلفْ عن أساليبِ النظامِ فلم يسلمِ البشرُ والحجرُ من بطش هذا التنظيمِ من قتلٍ وإعتقالٍ فضلا عن تدميرِ مناطقَ خسرها لمصلحة فصائلَ مسلحةٍ أخرى، كما لم يسلمِ الحجرُ والتاريخُ من بطش داعش فقد عانتِ المعالمُ الأثريةُ في المناطقِ التي احتلها داعش التدميرَ , منها معبدُ بعل شَمين الذي يعودُ إلى العصر الروماني في مدينة تدمر وسَطَ سوريا والتي تضمُّ أكثرَ من نصفِ آثارِ البلاد.

ويعدُ تدميرُ المعبدِ الثانيَ من نوعه في غضون شهرٍ واحدٍ في المدينة التاريخيةِ التي تشهدُ أعمالاً تخريبيةً ، بدأت بتفجير المتطرفين معبدَ بعل شمين القديمَ الأسبوعَ الماضي، في خطوةٍ وصفتها يونسكو بجريمةِ حربٍ تهدِفُ إلى محو رمزٍ من رموز التراثِ الثقافيِ السوري.

في الوقتِ الذي يدمرُ فيه داعش مدينةَ تدمر وآثارَها , قُتِل عشراتٌ وجُرِح آخرون منهم أطفالٌ بغاراتٍ جويةٍ عنيفةٍ شنتها طائراتُ النظام على سوقٍ شعبيةٍ مزدحمةٍ في مدينة دوما في ريف دمشقَ الأحد الماضي , وكانت مدينةُ دوما هدفًا دائمًا لطائراتِ النظام السوري منذ أيام.

لم تعدْ ممارساتُ داعش ونظامِ الأسد مجردَ قواسمَ مشتركةٍ بينهما فالنظامُ باتَ يسهلُ للتنظيم السيطرةَ على مناطقَ مقابلَ الحفاظِ على مناطقِ نفوذِهِ ومصالحِهِ وهي مناطقُ محدودةٌ ، ويرى متابعون أن نظامَ الأسد سلمَ كثيرًا من المواقعِ إلى تنظيم داعش كما حدثَ مؤخرًا في مدينةِ تدمر، ولم ينسحبْ فحسبْ بل سلمَ مدينةَ تدمر بما فيها من مخازنِ سلاحٍ إلى تنظيم داعش.

نشطاءُ قالوا إن ممارساتِ نظامِ الأسد من تدميرٍ وقتلٍ وحصارٍ وتهجيرٍ وتسليمِ مناطقَ لداعش تُظهرُ أن نظامَ الأسدِ لم يَعُدْ سوى عِصابةٍ فقدتِ الشرعيةَ التي يدَّعيها حتى من وجهة نظرِ أنصارِه.