أخبار الآن | دمشق – سوريا – (سوزان أحمد)

على مدى أكثر من أربع سنوات من الثورة في سورية سعى الناشطون إلى إيصال صوتهم للعالم الغربي. وغالباً ما كانت تتلاشى صيحاتهم الهادفة لتسليط الضوء على الواقع السوري، عبر وسائل التواصل الاجتماعي أوعبر حسابات الصحفيين الأجانب. وبهذا كان صوت الناشط الأجنبي أقوى إذ أنه ينطلق بنشاطه لأجل سوريا من مجتمعه الغربي.

إيموس غريغوري الأمريكي الأصل والذي يتمتع بحيوية وخبرة رجل بالأربعينات من عمره، استطاع إيصال صوت سورية إلى المجتمع الغربي عبر فنه.

ويبرر مساندته للسوريين بأنهم يعانون من أكبر أزمة قد يشهدها العصر، ألا وهي أزمة اللاجئين التي يصر على أن يدعوها بالشتات السوري.

"لدي خبرة في الشتات الذي عانى منه سكان بعض الدول الأفريقية، وأستطيع أن أقدر حجم مأساة اللاجئين السوريين عندما أرى إحصائيات اللجوء بالملايين لأشخاص قد لايعودون لبلادهم". يقول غريغوري.

غريغوري فنان ومصور ومحارب قديم في الجيش الأمريكي، أسس مشروع اللوحات الجدارية الطرقية في ولاية سان فرانسيسكو عام 2011 لمساعدة المحاربين القدامى على تجاوز أزماتهم وإعادة اندماجهم بالمجتمع المحلي. وفي عام 2012  إثر مجزرة حمص التي راح ضحيتها 200 مدني، أصبحت لوحاته الجدارية مخصصة لسوريا ولشرح ما يحدث فيها للمجتمع الأمريكي.

وفي حديثه لأخبار الآن يشرح غريغوري كيف تواصل بداية مع ناشطين سوريين في بلجيكا واستنبول حتى استطاع الوصول إلى منطقة هاتاي التركية، والتي تضم لاجئين سوريين: "رأيت الصدمة والمعاناة والمجازر في ملامح الأطفال ما جعلني مصمماً على مساعدتهم وإيصال صوتهم للعالم. فأردت أن أشارك مهاراتي ومعارفي مع الناشطين والأطفال والمجتمعات اللاجئة لأعاونهم على تجاوز المحنة".

ويمضي في حديثه قائلاً: "اللوحات الجدارية هي صوت من لا صوت له. هي طريقة لتحقيق العدالة ولإتاحة المجال للمظلومين لإخبار المجتمع عما يعانوه".

ويعتقد أن مخزونه العاطفي والمعرفي في هذا المجال أتى من تجربته القتالية كجندي أمريكي رأى المآسي وعاش ما يعانيه المدنيون في أوقات الحروب.

"رسمت لوحة جدارية مع أطفال أحد المدارس في هاتاي، وكنت في قمة السعادة لتفاعل الأطفال وأهلهم في مخيمات اللجوء. وعندما عدت لأمريكا قمت برسم لوحة كبيرة جداً مليئة بالفراشات بمساعدة أطفال مدرسة أمريكية. كانت رسالة حب وسلام لأطفال سوريا". يتابع غريغوري شارحاً كيف أن كل فراشة تمثل دولة وهي تحمل رسالة أهل تلك الدولة لأطفال سوريا.

وبنبرة غاضبة يقول: "على العالم أن يوقف الحرب. أوقفوا قتل أطفال سوريا. لقد قطعت عهداً للأطفال السوريين أن أساندهم، وأنا لست أوباما وسأفي بوعدي لهم! أعمل ما باستطاعتي وأرسل رسائل للمجتمع الدولي الذي خذل السوريين بشكل مخجل".

وبثقة وحماسة يؤكد أن حملة "الفراشات"، حملة "داووا سورية" ستؤثر على الشعوب التي ستضغط بدورها على حكوماتها لإحلال السلام في سورية. ويختتم حديثه لأخبار الآن أن "القوة تكمن في "نحن" وليس في "أنا" لذلك علينا أن نتعاون جميعاً لمساعدة السوريين."