أخبار الآن | البقاع – لبنان – (مالك أبو خير)

اختارت من بين الأطفال من هم أكثر موهبة وطموحاً، وسعت الى تحقيق فكرتها ضمن حدود المخيم التي تسكن به في البقاع اللبناني، وقد كانت هذه الفكرة مجرد حلم لديها في البداية إلا انها عندما لاحظت رغبة الاطفال في مشاركتها هذا الحلم سعت لتحويله الى حقيقة.

في البداية بدأت بكتابة نص صغير ومن ثم بدأت بتدريب الأطفال ليتحول هذا النص إلى عمل مسرحي صغير ضمن المخيم، حيث إنه رغم بساطته استطاع أن يمتع أغلب الحاضرين من الاطفال الذين غنوا ورقصوا معه، ولكي تساهم أم نور في زرع البسمة لدى الاطفال قامت بجمع مبلغ صغير من خلال عملها وقامت بشراء أحذية لكل الأطفال المشاركين في العمل المسرحي كنوع من التشجيع لهم.

وعن فكرتها التي تحولت إلى واقع تقول أم نور: "في البداية كانت مجرد حلم، لكن مشاهدتي للأطفال وللمواهب دفعتني لتحقيقه، فهم يتمتعون بمواهب الرسم وهناك من يهوى التمثيل أو الغناء، وكانت محاولتي الأولى من خلال عرض مسرحي ضمن نفس المخيم، وقد نجحت في زرع الابتسامة على شفاه كل الأطفال وحتى ذويهم الذين شاهدوا العرض مع أطفالهم".

هذا العرض لم تقم به أم نور لمرة واحدة، بل تكرر لعدة عروض كان آخرها في إحدى المدارس في البقاع اللبناني حضره أطفال سوريون ولبنانيون.

حاولت أيضاً أم نور أن توصل صوت السوريين من خلال هذا العرض حيث ركزت على ما عاناه الأطفال من قصف وتهجير داخل سوريا كما أنها عملت على نشر فكرة التوعية لدى الحاضرين عن أهمية أن اللاجئ ليس سوى عابر سوف يعود إلى وطنه ذات يوم وحينها سوف يبني كل ما دمر.

تتابع: "هناك معلومات خاطئة عن اللاجئين أحاول من خلال عروضي المسرحية توضيحها وإلقاء الضوء عليها، كفكرة أن وجودنا في لبنان هو مؤقت وسوف نعود لنعمر سوريا من جديد، وأن الطفل السوري من حقه أن يتعلم ويحصل على كامل حقوقه التي ضاع أغلبها في دول اللجوء، حيث غالبية الأطفال من دون تعليم ومنهم من هو في سوق العمل وأحيانا في مهن قاسية لا تناسب سنه الصغير كالعمل في ورشات البناء والحديد وهذا للأسف منتشر بكثرة وهناك من يستغلّ حاجة الأطفال للمال والعمل، وبدلاً من العمل لإرجاعهم إلى مقاعد الدراسة تجدهم يهربون منها نحو سوق العمل نتيجة للحاجة المالية".

السكن في المخيمات يشكل ازمة نفسية لدى بعض الأطفال وخاصة من كان يعيش حياة طبيعية والآن أصبح في مكان لا يمتلك لأبسط مقومات الحياة وهذا ما تحاول أم نور أن تخرج الأطفال منه حيث تسعى من خلال هذه العروض أن ترفع من معنويات الأطفال.

وقد بدأت الآن بالتخطيط لتقديم عدة عروض في مخيمات مختلفة من البقاع اللبناني وبشكل تزرع الفرحة في نفوس الأطفال وبذات الوقت تعزز قواهم النفسية وترفع من قدراتهم.

وللعلم فإن أم نور هي امرأة غير متعلمة، وفكرة المسرح نشأت لديها كحلم كما ذكرنا، ونقطة قوتها أنها استطاعت رغم عدم خبرتها بالعمل المسرحي وضعف قدراتها المالية من أن تُنشئ أول فرقة مسرحية للأطفال من قلب المخيم ويقدم عروضه أيضاً للأطفال، لكن في مخيمات أخرى.