أخبار الآن | ريف حلب – سوريا – (حسن قطان)

تتفاقم أزمة النازحين، فبعد قصف داعش مارع بالغازات السامة، هرب معظم أهالي المدينة إلى الريف الحلبي. مئات العائلات السورية باتت تعيش في العراء وتفتقد إلى أبسط مقومات الحياة بإنتظار عودتهم إلى بيوتهم التي يستهدفها داعش بالسيارات المفخخة. حسن قطان والتفاصيل في التقرير التالي. 

يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، هؤلاء هم نازحوا الريف الشمالي من حلب، الذين أخرجوا من ديارهم بعد هجوم داعش الأخير عليها.

فعلى مد ناظريك ترى مئات العائلات المتناثرة تسكن هذه الأراضي والبساتين منذ أيام في حالة يرثى لها، وذلك بعد أن حطت رحلت النزوح بهم على بعد أميال من قراهم ومدنهم التي يستهدفها التنظيم.

وفي حديث لأخبار الآن مع أحد الفارين من مدينة مارع " خرجنا من مارع بسبب تنظيم داعش الذي يهاجم المدينة ويستهدفها بالغازات السامة، الجميع نزح من مارع"

رحلة حمل معها هؤلاء المنكوبون من رجال ونساء وأطفال قصصاً لا تنسى عن لحظاتهم الأخيرة، فمدنهم تعرض لأشرس هجمة يشنها تنظيم داعش بعد أن تبادل الدور مع نظام الأسد في القتل والتدمير.

ويروي محمد لحظاته الأخيرة في مدينة مارع قبل النزوح قائلاً" عندما استنشقت رائحة الغازات بدأت بالاختناق ووالدي ملئت عيناه بالدموع وأصبح يختنق هو الآخر ولم يستطع النوم، وابن جيراننا عمره ثلاثة سنوات توفي على الفور مختنقاً"

وهنا على الشريط الحدودي مع تركيا يسكن أبو فيصل وعائلته في خيمةً أقامها قرب أحد المخيمات، فكل العائلات التي نزحت إلى هنا مستاءة من تقاعس المنظمات الإغاثية في تلبية أدنى متطلباتها بعد أن باتوا معدومي الحال بنزوحهم الأخير

تقاعس وخذلان يرى أبو فيصل أنه مخيب للآمال بحق أهل ريف حلب الشمالي الذين لهم دور كبير في ايواء النازحين من قبل.

ويصف أبو فيصل حالته وحالة العائلات في المنطقة بالمأساوية مضيفاً "كل يوم يعطوننا رغيف ونصف من الخبز للشخص الواحد والقليل من المياه فقط، لا أحد يشعر بنا ونحن هنا بالعراء والبساتين، المخيمات رفضت استقبالانا نحن النازحون من الريف الشمالي، والريف الشمالي كان من قبل مستضيفاً للنازحين"

مع مضي الوقت وبطء تحرك المسؤولين ستغدو أزمة النزوح الأخيرة لسكان ريف حلب الشمالي أكثر تعقيداً وتزيد بذلك من معاناة المناطق المحررة في الشمال السوري.