أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (غرفة الأخبار)

قتل مخترق داعش جنيد حسين أو كما يلقب نفسه بـــ "أبو حسين البريطاني" خلال غارة لطائرة أمريكية من دون طيار في سوريا استهدفت مقره رغم حرصه الشديد على التستر والابتعاد عن الأنظار.
 من هو عقل داعش الالكتروني؟ وما هي دلالة مقتله؟ في تحليلنا، ننظر إلى الأسباب الرئيسية لخسارة داعش قادته واحدا تلو الآخر.

 ضربةٌ جديدةٌ يتلقاها تنظيمُ داعش المتشددُ بقتل جنيد حسين زعيمِ الخلافةِ الإلكترونية والذراعِ الإلكترونيةِ للتنظيم، والذي كان مسؤولاً عن عمليّات اختراقٍ كبيرة. 
حسين البالغُ من العمر إحدى وعشرين سنةً ، والذي يُلقّب بأبي حسين البريطانيِّ، كان ثانيَ أهمِّ رجلٍ بريطانيٍّ في التنظيم ، وساعد التنظيمَ على تجنيد المتعاطفين معَه في دول الغرب. 
بعث ولزمنٍ طويل بكلماته عبر تويتر رسائلَ إلى أفراد داعش في أنحاءِ العالم للتحرك نحوَ الأهداف المطلوبة.
أبو حسين عقلُ داعش الإلكترونيُّ كان حريصًا على تغيير مقره كلَّ ستِّ ساعات، وشديدَ الحذرِ في تنقلاته. هذا الحرصُ والحذرُ لم يساعدا جنيد على النجاة ، إذ تمكنتْ قوةُ التحالف من تحديد مكانِه، وقتلِه.
قتلُ جنيد هاكر داعش على الرَّغم من حذره يثبت أن مناهضيِ التنظيم في الداخل يتعقبون قادةَ داعش لقتلهم واحدًا تلوَ الآخرِ، وقد يكون القتلُ في بعض الأحيان جماعيًا، وهو الأسلوبُ نفسُه الذي استُخدم في ليبيا وأفْغانستانَ واليمن.
الشواهدُ على الأرض، تقولُ إنه عندما يُقتلُ شخصٌ مثلُ جنيد حسين بغاراتِ قواة التحالف، يلاقي القريبون منه المصيرَ نفسَه ، وينطبق هذا الأمرُ أيضًا على من يُقتلونَ في اقتتالٍ داخلي.
ومن أسبابِ خسارةِ داعش قادتَه ايضًا، أن قوةَ التحالفِ تتعقبُهم وتستهدفُهم، كما يقتلُ القادةُ بعضُهم بعضًا، ويشمل القتلُ قتلَ المقربينَ من هؤلاءِ القادة .  
المنافسةُ في كثيرٍ من الأحيان تكون سببًا مهًا في خسارة داعش قادتَه، وكذلك المعرفةُ الجغرافيةُ للمكان، أسبابٌ تجعلُ قادةَ التنظيم غيرَ الغربيين يبتعقبونَ ، ويعثرون بسهولةٍ على منافسيهم الذين هم من أصلٍ غربي.
كذلك تؤدي الثقةُ بين أفراد التنظيم دورًا لافتًا، اذ أثبتَ الواقعُ الراهنُ أن داعش لا يثقُ كثيرًا بقادتِه وأعضائِه الذين يأتونَ من الغرب، وهو ما يدفعُ التنظيمَ في حالاتٍ كثيرةٍ إلى قتل المشكوكِ في ولائِهم.
هذه المعطياتُ تفضحُ داعش، وتشيرُ إلى أن التنظيمَ في نهاية المطاف مخترقٌ من الداخل ومتعقبٌ من الخارج، الأمرُ الذي يجعلُه يتهاوىَ ويعيشً مرحلةَ  تخبطٍ وضَعفٍ تتاصعدُ يوما بعد يوم .