أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (ابراهيم الاسماعيل)

تعتبر المراصد من أكثر المهام أهمية في الثورة السورية، فعلى مر أربع سنوات من عمر الثورة قاموا بالكثير من الأعمال في سبيل مساعدة المدنيين والعسكريين، حيث تتركز مهمتهم في رصد تحركات الجيش النظامي وحركة الطيران الحربي والمروحي وتنبيه الأهالي من الخطر القادم.

هيكلية المراصد وتنسيقها

سؤال من المهم الإجابة عنه في ظل التعتيم الكبير الذي تشهده المواقع العسكرية التابعة لنظام الأسد، فمع استقدام عدد من الأدوات البسيطة والتي تعتبر العنصر الأساسي في عمل المراصد وهي الأجهزة اللاسلكية والأجهزة الخاصة بالتنصت على مكالمات الطيارين والمطارات العسكرية القريبة من منطقة العمل، أصبح من السهل على كل مرصد معرفة وجهة الطائرة ومكان التنفيذ إن أفصح عنه المطار أو القاعدة الجوية.

تنتشر في ريف إدلب "سرية الحق" للرصد والمتابعة والمؤلفة من عدد من المراصد المتواجدة في مناطق عدة يربط بينهم أجهزة اتصال راديوية مع عدد من المقويات المتمركزة في مناطق محددة كجبل الزاوية وجبل شحشبو وفي الريف الجنوبي امتدادا إلى ريف حماة الشمالي، وبالتالي تم تشكيل شبكة رصد كاملة ومتصلة ببعضها البعض، تساعد المدنيين والمقاتلين وتفيدهم بمعلومات عدة هم بحاجتها في أرض المعركة.

الطيران الروسي وصعوبة رصد المكالمات الجوية

مع بداية الاعلان الروسي عن بدء عملياته العسكرية الجوية في الأراضي السورية والتي كان من المقرر لها أن تستهدف مراكز تجمع "داعش"، لكنها استهدفت ويشكل علني أماكن تجمع المدنيين بالإضافة الى استهداف مقرات عسكرية تابعة للجيش السوري الحر ومقرات أخرى لحركة أحرار الشام والفرقة الساحلية في جبل التركمان، بات من الخطر الكبير عدم تنبيه المدنيين إلى أوقات تحليق الطيران الروسي في المناطق المستهدفة، كريف إدلب بشكل عام وريف حماة الشمالي وجبل التركمان والحدود السورية التركية.

تعتبر مهمة التنبيه من وظيفة المراصد وعند سؤال المراصد عن طريقة التعامل مع الطيران الروسي وكيفية رصد تحركاته، أجابنا المرصد "عبد الرزاق أبو محمد" عن الآلية التي استطاعت المراصد اتباعها في التنصت وتنبيه المدنيين، ففي حديثه الخاص لأخبار الآن أخبرنا بالصعوبات الكثيرة التي تواجههم:

"عند إقلاع الطيران الروسي من مطار حميميم في اللاذقية استطعنا اختراق الترددات الخاصة به والاستماع الى مكالمات الطيارين والقاعدة الجوية، إلا أن الحديث بالكامل كان باللغة الروسية وهذا الأمر سبب لنا صعوبة كبيرة في معرفة المناطق المستهدفة والتي سيتم ضربها بتوجيه من القاعدة الجوية والأقمار التجسسية. استطاع أحد المراصد التغلب على مشكلة اللغة الروسية بترجمتها عن طريق الانترنت وإخبار المدنيين بما يستطيع من أجل تجنيبهم مجازر بحقهم".

آلية عمل الطيران الروسي

ويضيف أبو محمد: "عند إقلاع الطائرات من المطارات السورية لا يبلغ عددها سوية أكثر من طائرتين في مكان واحد، أما الطيران الروسي بلغ في أحد أوقاته سبع طائرات في منطقة واحدة، فالاستماع إليه وترجمة الحديث بينهم لن يفيد شيئا وذلك بسبب عدم معرفة المتكلم وموقعه، إضافة الى التنسيق الكبير الذي تشهده هذه الطائرات والتي تجدها في بعض الأوقات ضمن منطقة عمل لا تتعدى 30 كم وهو أمر جديد على المراصد وعلى المدنيين، على غير عمل الطيران السوري والذي يعمل بشكل متفرق وعشوائية كبيرة".

من الأمور التي أوجدت القلق في صفوف المدنيين عند تحليق الطيران الروسي قدرته على قصف الأماكن المستهدفة دون رؤية التنفيذ كما عهدوه في حالات القصف المتكرر من الطيران السوري، إضافة الى قدرة الطيران الروسي على تحقيق إصابات مباشرة ودقة عالية في القضاء على الهدف، يضاف إلى هذا أن نوعية الصواريخ التي يقصف بها المدنيين تجعل القلق يسري في أحاديثهم المستمرة في كل لحظة يتحدثون بها عن هذه الطائرات وقدرتها العالية.

الجدير بالذكر أنه عند تحليق الطيران الروسي ينعدم وجود الطيران السوري بنوعيه الحربي والمروحي ولا يخرج من المطارات إلا عند انتهاء حركة الطيران الروسي وهذا يدل على التنسيق المباشر بين المطارات السورية ومطار حميميم في اللاذقية والذي يديره الآن طاقم من الجنود الروس وانعدام كامل للعنصر السوري في داخل المطار.