أخبار الآن |غازي عينتاب – تركيا  عماد كركص – (خاص)

تعد مدينة غازي عينتاب التركية حاضرة الجنوب التركي ورابع أهم ولاية تركية من حيث القوة التجارية نظراً لسوقها التاريخي الكبير، والذي كان محطة على طريق الحرير التجاري،ىلقرون مضت.

ومع وصول السوريين إلى هذه المدينة قبل أكثر من ثلاثة أعوام، وصولوا أيضاً بتجارتهم إلى هذا السوق أو التشارشي، كما يشترك السوريون والأتراك في تسميته بحسب اللغة المحلية هنا، حيث يضم السوق الكثير من المحال والمطاعم وعدد من الأنشطة التجارية للسوريين والذين يقولون أن تجارتهم ليست بهدف جني الأرباح وبناء رؤوس أموال بقدر ماهي باب لمعيشة كريمة في مواجهة ظروف اللجوء وأعباء الحياة الصعبة خارج بلادهم.

"بهاء مطلق" صاحب مطعم مأكولات شعبية يقول: " نحن أتينا هنا لنعيش لأن الجميع يعلم ما يحدث في سوريا وظروف العمل باتت صعبة هناك، ونحن نعمل هنا لنؤمن معيشتنا لا أكثر ".

وبخصوص الضرائب التي يدفعها أضاف "مطلق":  "الضرائب هنا ندفها باستمرار، حتى أنها تقتص نصف الأرباح ما بين ضرائب وفواتير الماء والكهرباء وغيرها". 

أما بخصوص البضائع التي يستخدمها في عمله يقول "بهاء": "نفضل البضائع السورية أفضل من التركية بكثير وخصوصاً بالنسبة لنا كمطعم شعبي ولاسيما بمواد كـ الفول والحمص وغيرها إن ما تأمنت، كون نوع المادة السورية أفضل، وإذا لم نتمكن من تأمينها، نطر لشرائها من هنا، متحملين غلائها ". 

ورغم أن عينتاب التركية تشترك في الكثير من تفاصيلها مع حلب السورية القريبة منها، إلى أن للسوريين ميولهم من حيث اختيار السلع والمنتجات ولاسيما الغذائية منها، والتي وفرت المحال التجارية السورية  لهم إياها، ومعظم تلك السلع يتم استقدامها من سوريا بطرق عدة. 

وبهذا الخصوص يقول "حسن السخني" تاجر مواد غذائية: "مضطرين لأن نأتي ببضائع سورية كون الزبون التركي لدينا نسبته 1% ، فالزبون التركي ممكن أن يشتري من عندنا الشاي كونهم يحبون الشاي السوري أما باقي البضاعة فهي تناسب ذوق السوريين ولا تناسب الأتراك بالمطلق كمستلزمات الفلافل والملوخية ورز الكبسة والحلاوة الطحينية والبهارات وغيرها، هذه لا يعرفها الزبون التركي، لذلك نحن مضطرين للتعامل بالبضاعة السورية لنرضي زبائننا ". 

ورغم أن تجارة السوريين في هذا السوق بدأت لتأمين لقمة العيش، إلا أنها باتت في أطوار متقدمة نظراً لتطورها سريعاً منذ بداية العام الماضي وحتى اليوم.