أخبار الآن | درعا- سوريا (عبد الحي الأحمد)

تعد الجبهة الجنوبية من أكبر التشكيلات العسكرية للثوار في سوريا وأكثرها اعتدالا وتبنيا لتوجهات الثورة، حيث تضم قرابة الخمسين فصيلا من الجيش الحر، ويتجاوز عدد مقاتليها الثلاثين ألفا تمكنوا منذ شهر شباط/فبراير 2014 وهو تاريخ تشكيلها، من السيطرة على مساحات شاسعة في محافظتي درعا والقنيطرة جنوب سوريا، حيث تتلقى فصائلها الدعم العسكري واللوجيستي عبر غرفة عمليات دولية يشرف عليها عدد من دول أصدقاء الشعب السوري وتسمى مجازا "غرفة الموك".

الدعم الدولي للجبهة الجنوبية

في الآونة الأخيرة كثرت التصريحات التي نشرت على بعض الصحف العربية والمواقع الإلكترونية، والتي نسبت بمعظمها إلى "مصدر مقرب أو مصدر مطلع" عن توقف غرفة العمليات الدولية عن دعمها لفصائل الجبهة الجنوبية إثر توقف معركة "عاصفة الجنوب" والتي تهدف إلى السيطرة على مركز مدينة درعا.

الناطق الرسمي باسم الجبهة الجنوبية الرائد "عصام الريّس" تحدث لمراسل أخبار الآن عن طبيعة الدعم المقدم للجبهة الجنوبية والذي وصفه بأنه لا يلبي متطلبات المرحلة ولكنه يعطي شرعية دولية للجبهة الجنوبية ويثبت بأن الجيش الحر هو قوة موجودة على الأرض شاء من شاء وأبى من أبى، خصوصا وأن الروس ونظام الأسد يحاولون إظهار كل الثوار على أنهم إرهابيين ليدعموا رواية الأسد "أنا أو الإرهاب".

وأكد "الريس" على أن كل ما يدور من أخبار عن توقف الدعم للجبهة الجنوبية غير صحيح مشيرا إلى أن هذا الدعم هو ليس ثابتا أو منتظما ليتوقف أو يستمر، وأن الجبهة الجنوبية ترفع شعارات الثورة وعلمها وهي تؤمن بأن سوريا لكل السوريين وتريد إعادة سوريا لأهلها من المحتل الإيراني والروسي وعليه فإن الدعم لا يزال مستمرا مع استمرار السياسة الدولية الحالية.

المتحدث باسم الجبهة الجنوبية .. الدعم لم يتوقف وروسيا تدخلت لإنقاذ الأسد

الجبهة الجنوبية والتدخل الروسي

منذ انطلاق الثورة السورية كان للروس نشاط عسكري واضح لدعم نظام بشار الأسد ولكن تحت مسميات خبراء ومستشارين فيما كان الدور الميداني لإيران وحزب الله اللبناني والميليشيات الطائفية التي بدأت بتصدر المشهد منذ عامين وذلك لتغطية النقص العددي في صفوف الجيش السوري الذي خسر نصف قواته. أما في الأسابيع الماضية فقد تحول الدعم الروسي إلى مشاركة فعلية عبر الطيران الحربي الذي كان الجيش الحر أول أهدافه على عكس التصريحات الروسية التي حاولت تبرير تدخلها العسكري بالحرب على الإرهاب والذي لا ترى الجيش الحر مكون من مكوناته.

وعن هذا التدخل يرى "الريس" أن روسيا أتت لإنقاذ بشار الأسد بعد فشل جيشه وحلفاءه في مواجهة الثوار. وإن استهداف الجيش الحر يأتي من كونه يشكل الخطر الأكبر على نظام الأسد، فوجود ثوار وطنيين قضيتهم هي سوريا وثورة الشعب وحقه بحياة حرة ديمقراطية يناقض رواية بشار الأسد والروس والتي تستند على طمس أي تواجد لهم.

وعن متطلبات الجبهة الجنوبية في الوقت الراهن يقول الريس": "إن للجبهة الجنوبية متطلبات كباقي فصائل الجيش الحر تتمثل بتوفير الأسلحة المناسبة والفعالة للوقوف بوجه آلة الإجرام التي يقودها بشار الأسد وحلفاؤه وخاصة بعد أن انضم إليهم العدوان الروسي وهي بالتحديد الصواريخ المضادة للطيران، إذا كان الغرب يريد أن يثبت صدق نواياه في إيقاف النزيف السوري والانتقال الى الأفعال بدل الأقوال".

وقد أكد أخيرا على أن الجبهة الجنوبية تؤمن بالحل السياسي من خلال مقررات مؤتمر جنيف "1" والذي ينص بوضوح على عدم وجود أي دور للأسد في أي مرحلة انتقالية مقترحة في سوريا.