أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)

تثير مصادر تمويل داعش، أكثر التنظيمات الإرهابية ثراء في العالم، علامات استفهام عدة. فمن أين يحصل التنظيم على الأموال لكن مؤخرا برزت شواهد وتأكيدات على تبادل تجاري كبير يدور بين نظام الأسد وداعش رغم كل ما يظهرانه من عداوة وحرب كلامية بأن الأول يحارب الارهاب والأخير جاء للقضاء على النظام وكل ذلك في سبيل الحصول على الأموال، التقرير التالي يكشف جزء من عمليات التبادل التجاري بين داعش والنظام …
 
لم يكن تحرك داعش صوب منطقة الجزيرة السورية واستيلاؤه على أجزاء كبيرة منها اعتباطيا، فالتنظيم الذي غدا أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم لجأ الى عقد الصفقات مع نظام الأسد لتصريف ما ينهبه من تلك المناطق فما يفرضه من ايدلوجيا يحاول تسويقها لمواليه وحربه المعلنة كلاما فقط ضد النظام أصبحت هباء منثورا عندما تعلق الأمر بالمال والتجارة الخفية مع تجار النظام.

فلم يعد يخفى على أحد ازدهار التجارة بين نظام الأسد  وداعش وخاصة بعد فرض  الاتحاد الأوروبي في مارس الماضي الحظر على رجل الأعمال السوري جورج حسواني، المقرب من بشار الأسد، لقيامه بدور الوسيط في صفقات النظام التي يبرمها لشراء النفط من داعش الى جانب شهادات كثيرة وثقتها مواقع سورية محلية عن تبادلات تجارية أخرى بين الطرفين.

تبادل تجاري بلغ أوجه في فصل الشتاء الفائت حيث مرر داعش آلاف الشاحنات المحملة بالنفط الى مناطق سيطرة النظام اذ ألقى أهالي السويداء القبض على سائقي شاحنات قادمين من مناطق داعش في بلدة القريا وأقروا وقتها بعملهم كناقلي نفط وغازمن التنظيم الى النظام وأنهم مكلفين من فرع الأمن العسكري بهذا العمل 

ومؤخرا نشطت أيضا تجارة الترانزيت بين مناطق النظام وداعش حيث قالت صفحة حملة الرقة تذبح بصمت على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن قاطرات القمح التابعة للنظام تعبر عبر مناطق داعش، الذي يؤمّن عبورها من آخر نقطة سيطرة للنظام في الحسكة، إلى أقرب نقطة سيطرة له باتجاه طرطوس، مقابل استيفاء ضريبة على ذلك وقدرها 25 في المائة من قيمة الحمولة.

ويضاف الى هذا ما كشفته  "حملة دير الزور تحت النار عن عملية تبادل تجاري بين النظام وداعش في حي الجورة في دير الزور، حيث تم دخول 13 شاحنة تجارية قادمة من مناطق التنظيم في الريف. وتهدف القوافل التي أرسلها "داعش" إلى داخل مناطق النظام إلى تحميل البالات القطنية الموجودة في أحياء المدينة، ضمن صفقة تجارية أبرمت ما بين النظام السوري والتنظيم.

لم يكتف داعش بعقد الصفقات التجارية مع الأسد الذي شهدت اسواق مناطق سيطرته انتعاشا تجاريا بل عمل معه على اصدرا منع خروج مواد غذائية باتجاه مناطق الثوار والسماح بارسالها  الى مناطق النظام وهذا ما اكدته شبكة حلب نيوز الأمر الذي جعل سوق التصريف منحصراً بين مناطق استيلاءه ومناطق النظام.