أخبار الان | شارع مكة المكرمة  – مقديشو – الصومال – (خاص)

يرى كثير من المراقبين أن مبايعة الشباب الصومالية لداعش، لم تأت عن قناعة وإنما أتت من باب محاولة الاستقواء بها، ولكن ذلك ولّد شرخا بين قادتها بين مؤيد للخطوة ومعارض لها.

مهما يكن من أمر، فإنّ هذه المجموعات لم تستطع الانخراط بالشعب الصومالي الذي يعاني من الإرهاب منذ فترة طويلة.
"أخبار الان" استطلعت آراء عدد من المواطنين الصوماليين الذين أكدوا أن كل هذه المجموعات مهما تعددت مسمياتها لا يمكن أن يكتب لها الحياة في بلد يخالفها ويرفض فكرها ونهجها.

عبدي ابوبكر يقول: "أضر العنفُ المسلحُ بالمواطنين الصومالين فجعلهم يعيشون ظروفًا غيرَ ملائمة، اذ ينعدمُ الأمنُ حيثُ يوجدُ السلاح، لايمكنُ لرئيس البلاد حسن شيخ محمود أن يبتعدَ عن العاصمة ثلاثين كيلومترًا الّا عبر بمِروحية وهو ما يكلفُّ كثيرًا". وأضاف : "كان هناك زعماءُ الحربِ الذين كانوا متحالفين مع بعضِهم بعضًا، وبعد طردِهم من العاصمة ظهرت حركاتٌ مسلّحةٌ منها الحزبُ الإسلاميُّ المنحلُّ، لتسيطرَ على الوضع بعدَه جماعة الشباب". "أعتقد أن انضمامَ الشباب إلى داعش لم يغيرْ من الواقع شيئًا، وأنا واثقٌ بأن الشعبَ الصوماليَّ يتكاتفُ لمواجهة خطرِ داعش ، وأنا مؤمنٌ جدًا بأنه بات في الإمكانِ مواجهتُم إن دعتِ الحاجة".

يقول حسن داود: :أرى أن انضمامَ الشباب إلى داعش يؤزِّمُ وضعَ الشعبِ الصومالي الذي عانى كثيرًا القلاقلَ والمشاكلَ الأمنية، وأعتقد أنه بدايةُ مأساةٍ حقيقيةٍ، ماتفعلُه الشبابُ في الصومال هو نفسُه ما تفعلُه داعش في العراق وسوريا يفتقرُ  الصومالُ إلى حكومة قوية تستطيعُ مواجهةَ داعش".
عبد الله سعيد يقول: "فجروا كثيرًا من الأماكن المهمةِ وقتلوا كثيرًا من الطلبة الصوماليين ، فقدنا كثيرًا من أمهاتنا بالتفجيرات الإنتحارية، كما اغتالوا كثيرًا من أعيان المجتمعِ وطبقةِ المثقفين، منهم كثيرٌ من أقربائي، التفجيرُ لاينفعُ أحدًا ، وهو ليس حلاً ، بل يزيدُ عدد الأيتامِ والأرامل". وأضاف"هناك فرقٌ بين ما كانت الشبابُ تدعيه وماهي عليه الآن، كنا نأمُلُ أن يكونَ هناك حوارٌ بين جماعة الشباب والحكومةِ لكن بعد مبايعتِها القاعدةَ، وإعلانِ بعضِ قادتِها رغبتَهم في الانضمام إلى داعش تغيرتْ وجهةُ نظرِ الصوماليين تجاهَ الجماعة إلى الأسوأ، وخابتْ آمالُهم في حياة كريمة علمًا بأن داعش تشعلُ حروبًا في دولٍ مختلفةٍ في العالم منها أفْغانستانُ، واليمنُ والعراقُ كما أن بوكو حرام النيجيريةَ لاتزالُ تخوضُ معاركَ عنيفةً في نيجيريا". "أرى أن حركةَ الشباب فَرعٌ من القاعدة وليس هناك فرقٌ بينهما ، في المبدأ ، والفكر ، والأهداف، فالجماعة  تنفذ أعمالاً وهجماتٍ كما تفعلُ القاعدة".

يقول بدري معلم: "ارتكبتِ القاعدةُ في الصومال أعمالاً وحشيةً، وهي تمثلُ التحديَ الأولَ لإستقرار البلد، رأينا ولأول مرةٍ إنتحاريين يفجرونَ أنفسَهم في الأسواق والمساجد، والمدارسِ والأماكنِ العامةِ ، وهذا لم يكنْ مألوفًا في المجتمع الصومالي ، وهو جزءٌ من دروس القاعدة التي تعلمناها منهم. أرى انضمامَ جماعة الشباب إلى داعش خطرًا كبيرًا على البلاد، فهم يستطيعون تنظيمَ صفوفِهم مرةً أخرى ، بينما يدخلُ نظامُ الحكم في الصومال مرحلةً جديدةً وهي الفيدرالية، حيث لا تستطيعُ الإداراتُ المحليةُ مواجهةَ داعش والدفاعَ عن نفسها، وداعشُ والشبابُ قوةٌ متعاونةٌ ، والصومالُ مهمةٌ لهم من حيثُ موقعُها الجُغرافي. أشعر بخيبة أملٍ كبيرةٍ من أعمال الحركاتِ الإرهابية ضد شعبي وأهلي، فهي تُبيدُ خيرةَ أبناءِ بلدي باسم الإسلام، ولا أرى حلاً في الأفق".