أخبار الآن | حلب – سوريا (محمد وسام)

منذ أن دخلت القوّات الجويّة الروسية على خط المواجهات العسكرية في سوريا، مدعيةً أنها تهدف لضرب داعش وهي لا تكاد تتوقف عن استهداف مواقع الفصائل العسكرية الثورية بشكل يومي إضافة لقصفها المدن والبلدات المحررة لاسيما في الشمال السوري.

تدمير البنى التحتية

في حلب وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مقتل 700 مدني نصفهم من الأطفال والنساء في حلب وريفها جراء غارات الطيران الحربي الروسي على المناطق المحررة حيث لا تواجد لداعش.
البنى التحتيّة والمنشآت الحيوية كانت أيضاً هدفاً للطيران الروسي بحلب، حيث قصفت الطائرات الروسية عصر الإثنين الماضي محطّة ضخ المياه في منطقة سليمان الحلبي، ما تسبب بأضرار ماديّة جسيمة داخل المحطة وخروج العديد من المضخات التي تغذّي المدينة بالمياه عن العمل، وذلك حسبما أفادت الإدارة العامة للخدمات بحلب.

والمخابز أيضا

كما شن الطيران الروسي ظهر يوم الثلاثاء غارتين جويّتين مستهدفاً المخبز الآلي في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، ما أسفر عن خروجه بالكامل عن العمل بعد حدوث أضرار ماديّة كبيرة داخل مبنى المخبز ومحيطه.

ويغطّي المخبز الذي تم تدميره قسماً كبيراً من حاجة ريف حلب الغربي من الخبز، إذ يبلغ معدل إنتاجه من مادة الخبز نحو 25 طن يومياً، وهو أكبر الأفران الآلية المتواجدة في مدن وبلدات الريف الغربي ويسد حاجة نحو 150 ألف نسمة.

يقول "أحمد قاج" أحد العاملين في المخبز: "نجوت من الغارة الجويّة بأعجوبة، الغارة التي دمرت المخبز هي للطائرات الروسية فصوت الطائرات كان مألوفاً ومختلفا عن السابق وحجم الدمار كبير جداً، العدوان الروسي يدّعي أنه يقصف داعش وهو بالحقيقة يقصف المدنيين ومراكز عصب الحياة".

ليس فقط بالطائرات، فقد اصطبح أهالي مدينة حلب الثلاثاء على دوي انفجار هائل سمع في بلدة حيّان في الريف الشمالي، وذلك إثر سقوط صاروخ  أرض- أرض "بالست" يعتقد أنه أطلق من القواعد العسكرية الروسيّة في البحر، حيث استهدف الصاروخ معمل أطلس للأقطان في بلدة حيّان ما أدى لاستشهاد أحد العاملين فيه وتدمير أجزاء كبيرة منه.

استهداف الخطوط الخلفية للثوار

كان لافتاً منذ مطلع الشهر الحالي تركيز الطيران الروسي على قصف المناطق المدنيّة وإهماله إلى حد معيّن استهداف جبهات القتال، فبرأي الناشط "محمود سامر" أن دخول القوات الروسية لمساندة النظام لم يغيّر كثيراً في معادلة القوى على الأرض.

ويتابع سامر في حديثه لأخبار الآن: "روسيا تريد إضعاف خاصرة الثوار عبر استهداف خطوطهم الخلفية، هي تكذب عندما تقول أنها جاءت لضرب داعش، الجميع بات يعلم أن روسيا تقصف مواقع المعارضة وفصائل الجيش الحر وذلك للحفاظ على الأسد".

يشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية كانت قد أعلنت ثلاث مرات خلال الأسبوع الماضي قصفها بعشرات الغارات الجويّة مواقع لداعش في حلب وريفها وإدلب وريفها، في الوقت الذي يؤكد فيه الجميع أن داعش لا وجود له في مدينة إدلب وريفها إطلاقاً.