أخبار الآن | سوريا – خاص (أحمد الدمشقي)

تعيش الزبداني منذ أكثر من شهرين حالة من الهدوء بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار، تضمن تثبيت هدنة في الزبداني مقابل هدنة في كفريا والفوعة القريتين الشيعيتين في ريف إدلب وإخراج عدد من العوائل والمقاتلين والجرحى من الجانبين.

هدنة الزبداني الأولى وبطلان مفعولها

وتعرّض الاتفاق في أيامه الأولى إلى نكسة كبيرة بفشل وقف إطلاق النار، إلا أن الجانبين توصلا لصيغة توافقية في 20/9/2015 وهو ما لقي استحسان البعض وسخط البعض الآخر، ممن اعتبر أن الاتفاق بيع للزبداني وبداية لتغيير ديموغرافي واسع النطاق يهدف إلى تشييع المنطقة المتاخمة للحدود اللبنانية، حيث يسيطر حزب الله الذي يتزعم الحملة على الزبداني بقوات النخبه لديه.

وكان من المفترض البدء بإخراج العائلات وبعض الجرحى من الجانبين، لكن بدء الغارات الروسية على الأراضي السورية نسف كل الجهود الرامية لبدء تنفيذ خطوات الاتفاق تباعاً، لتبقى حالة وقف إطلاق النار سارية في كل من الزبداني وكفريا والفوعة دون القدرة على تحقيق أي تقدم فيما يخص تنفيذ البنود والذي كانت آخر انتكاسة له عندما فشلت المساعي لإخراج جرحى الزبداني من المقاتلين عبر مطار بيروت باتجاه تركيا لأسباب مجهولة، تزامناً مع إطلاق النظام للوعود اليومية بإخراجهم.

تسريبات عن بنود الهدنة الجديدة

لكن ما جرى الحديث عنه اليوم قد يوضح ما يلوح في الأفق فقد جرى الحديث عن خطة شاملة جديدة، تحدث لأخبار الآن عنها الناشط "محمد القلموني" والذي نقل عن أحد الحاضرين للاجتماعات التي عقدت في الأيام الأخيرة، أن الجهود المحلية بحضور السفير الروسي ورئيس لجنة المصالحة في منطقة ريف دمشق وعلي مملوك، كممثل عن النظام، قد كثفت مؤخراً.

وخلصت تلك الجهود إلى خطة تقود إلى رفع الحصار عن المنطقة خلال أيام بإشراف روسي وأممي.

ومن بنود الاتفاق الذي يتم الحديث عنه انسحاب قوات حزب الله خارج المنطقة وانسحاب قوات الفرقة الرابعة وميليشيا اللجان الشعبية بالتزامن مع استصدار عفو رئاسي عام للمنطقة وسحب قوائم المطلوبين لدى الفرقة الرابعة والتي ستبقى متمركزة في المنطقة، كما سيتم تحديد فئة من المعارضة المسلحة الموجودة في المنطقة كمعارضة معتدلة، ليتم في وقت لاحق تسوية أوضاعها وتوليها مسؤولية أمن المنطقة بالتعاون مع الفرقة العاشرة .

أما بالنسبة لملف المنشقين الشائك، فسيتم ضمهم إلى تلك القوات التي تتولى أمن المنطقة، وسيكون للروس؛ الذين شاركوا بصياغة هذه البنود، قوات برية مؤلفة من 100 عنصر لتأمين بلودان الملاصقة للزبداني، ذات الأغلبية المسيحية، وإنشاء مكتب للأمم المتحدة فيها.

وتضمنت الخطة العمل على عودة الخدمات وإصلاح البنى التحتية والاهتمام بالجانب التعليمي.

وأوضح القلموني أن سقفاً زمنياً وضع لتنفيذ تلك البنود لا يتجاوز 10 أيام اعتباراً من بدء إجلاء الجرحى من الزبداني وتقديم العلاج اللازم لهم في لبنان عوضاً عن تركيا.

دمّر النظام وحزب الله ما نسبته 95% من الزبداني وهجّر حوالي 35 ألف من أهلها وشردهم في المناطق المجاورة، ثم تم تهجيرهم مرة أخرى إلى مضايا؛ التي يسعى النظام إلى حصر كل أهالي الزبداني، فيها في الوقت الذي يفرض فيه عليها حصاراً خانقاً أدى إلى وفاة عدد من الأطفال جراء البرد والجوع. وتتعرض المنطقة بين الحين والآخر للقصف بالبراميل المتفجرة والقنص للضغط على الثوار في الزبداني، التي تعتبر أحد أسخن الجبهات في سوريا وأخطرها على النظام، لوقوعها على طريق دمشق بيروت الدولي.

ومن الملاحظ أن نتائج الاجتماعات التي عقدت في فيينا في الأسابيع الأخيرة بدأت بالظهور، حيث انتشر الحديث عن التفاوض على هُدن في المناطق الأسخن والأهم كريف دمشق الذي يضم الغوطة والزبداني والذي سيكون على ما يبدو أول ساحات وقف إطلاق النار الذي سيمتد ليشمل كل سوريا لاحقاً بحسب التسريبات المتتالية حول الخطة الدولية لإنهاء الحرب، ومن غير المستبعد أن تكون الاجتماعات الخاصة بالزبداني خارجة عن هذا السياق. لكن شيئا ملموساً على الأرض لم يحدث إلى الآن فيما يبدو أنه ترقب حذر وجس للنبض من قبل الجميع.