أخبار الآن | السويداء – سوريا (عبيدة النبواني)

في ظل انتشار السلاح بين عدة مجموعات في السويداء، بات الوضع الأمني هشا نظرا لعدم وجود سلطة قادرة على محاسبة هؤلاء المسلحين، إضافة إلى تبعية بعض المجموعات للنظام بشكل مباشر أو غير مباشر، وغض الطرف عن تجاوزاتهم، بل تسهيلها ودعمها في كثير من الأحيان.

انفلات أمني

قام أربعة أشخاص مجهولون يوم الأحد، بالدخول إلى عيادة الطبيب "زياد غانم" المقرب من مجموعة "شيوخ الكرامة" في السويداء، حيث طلب أحدهم أن يتم فحصه بحجة معاناته من ألم في المعدة، وقام الأربعة بعدها بمحاولة تخدير الطبيب لاختطافه، وبعد أن بدأت زوجته بالصراخ هربوا بسيارة كانت تنتظرهم في الخارج.

بالتزامن مع ذلك داهمت قوات النظام منزلا في مدينة شهبا شمال السويداء، بهدف القبض على شخص يدعى "وئام غرز الدين"، بعد قيامه بالكثير من عمليات الخطف والسلب وسرقة السيارات، حيث أشهر المذكور مسدسا أمام الدورية، وقام بفتح قنبلة يدوية، ليلوذ عناصر الدورية بالفرار.

يعرف أهالي السويداء كثيرا من هذه القصص التي باتت تشكل هاجسا مخيفا لدى المدنيين، فانتشار السلاح بين مجموعات متعددة الولاءات امتهن بعضها الخطف والسرقة والسلب، بات يثير الخوف لدى الكثيرين، إضافة إلى دعم بعض هذه العصابات من قبل مسؤولين في النظام بشكل مباشر.

تعدد الجماعات المسلحة

تعدد الجماعات المسلحة في السويداء هو أحد أهم أسباب الفلتان الأمني الذي يشعر به الجميع ويعانون من آثاره وانعكاساته على حياتهم اليومية.

محافظة السويداء التي تخضع بالكامل لسيطرة النظام، لا يسيطر عليها النظام بشكل كامل فعليا، فبالإضافة لقوات النظام المنتشرة في المنطقة، هناك أيضا مجموعات أخرى لعل أبرزها مجموعة "شيوخ الكرامة"، وبين هاتين المجموعتين تنتشر عدة جماعات مسلحة، بعضها يتبع للنظام وبعضها لسواه.

ومن المجموعات المسلحة في المنطقة ميليشيات ما يسمى بالدفاع الوطني بقيادة "رشيد سلوم"، ومجموعة ما يسمى "درع الوطن" بقيادة الشيخ "نزيه جربوع"، والذي تم تأسيسه للوقوف بوجه "مشايخ الكرامة" بقيادة الشهيد "وحيد البلعوس".

وهناك أيضا "كتائب البعث" وعناصره من حزب البعث الذين خضعوا لتدريبات قتالية في السويداء، فيما يقول البعض إن مجموعات منهم تم تدريبها في إيران، إضافة إلى المجموعات التابعة لميليشيا حزب الله اللبناني، والذي عمل طويلا على تجنيد عدد من شبان المحافظة في صفوفه، وأخيرا هناك مجموعات متفرقة من الشبيحة المنتشرين في كافة القرى والذين سلحتهم الفرق الحزبية التابعة للنظام ثم رفضوا تسليم أسلحتهم.

الأهالي والنازحين على محك عدم الأمان

كل هذه الجماعات وغيرها، تنتشر في محافظة صغيرة غالبية سكانها من الدروز، وتضم أعدادا كبيرة من النازحين الوافدين إليها من بقية المحافظات التي دمرها قصف النظام المستمر.

يقول "أبو عدنان" النازح من ريف حمص لأخبار الآن، إن الوضع اليوم مختلف جذريا عما كان عليه في بداية وصولهم إلى السويداء، فانتشار هذه الجماعات بات مخيفا للنازحين بقدر إخافته لأبناء المحافظة، رغم عدم وقوع حوادث تذكر ضد النازحين، إلا أن الأمر لا يخلو من التجاوزات التي يخشى "أبو عدنان" وغيره من تكرارها أو ازديادها، بسبب تجييش النظام ضد النازحين بوصفهم "إرهابيين"، كما يحاول أتباعه أن يروجوا.

معظم تلك الجماعات المسلحة، تصول وتجول في مناطقها دون أية محاسبة أو مساءلة، فالنظام يشجع انتشارها ونشرها للفوضى والخوف بين المدنيين، ليحكم قبضته على المنطقة، وشيوخ الكرامة يتجنبون الصدام معهم تجنبا لإثارة المشاكل بين أبناء المحافظة، لتزداد سطوة هذه العصابات أكثر فأكثر كل يوم، على حساب المدنيين الذين يحتكون معهم بشكل مباشر.