أخبار الآن | باريس – فرنسا – (خاص)

انطلاقاً من أهمية اللغة في التواصل و تبادل الثقافات ،وفي ظل تدفق اللاجئين السوريين إلى أوربا ، ينظم متطوعون، نشاطاً أسبوعيا في مدينة  باريس أطلقوا عليه اسمَ " التبادل اللغوي" انطلق من الحدائق العامة قبل سنتين و استقر به المطافُ أخيراً في صالة الاينالكو هذه.

تقول "صبرينة بن النوي" منسّقة ومتطوعة: "بدءنا هذه المبادرة قبل سنتين وكان الهدف منها هو تدريب الطلاب الفرنسيين شفويا" ممن لديهم رغبة بتعلم اللغة العربية و كذلك لتمكين اللاجئين العرب بما فيهم السوريين من ممارسة اللغة الفرنسية لأن معظمهم كانوا لوحدهم".

أسبابٌ عدة دفعت العربَ و المستعربين للاهتمام بهذا النشاط ومتابعته.. نظرا لحاجة كلٍّ منهم إلى لغة الآخر بشقيها الشفوي والمكتوب، حيث يتوزع الحضور ضمن مجموعاتٍ صغيرة يسودها جو من التفاعل و الحوار، و يمارس كلُ فرد فيها دورَ المعلمِ والمتعلم و المراقبِ في نفس الوقت.

يقول  " عبد الرحمن مطر" وهو لاجئ سوري: "نحن السوريون نتابع معظم دروس اللغة الفرنسية لتسهيل اندماجنا في المجتمع الفرنسي ولكي نستطيع فيما بعد من متابعة دراستنا في الجامعات فضلاً عن هدفنا في إيصال رسالة السوريين إلى الشعب الفرنسي وباللغة الفرنسية".

من جهته يقول "كيفين" وهو شاب فرنسي: " ما دفعني لتعلم اللغة العربية هو اهتمامي بالثقافة العربية ولأنني أريد أن اكتشف الشرق الأوسط ، وفور سماعي بهذا النشاط جئتُ إلى هنا لأتمكن من ممارسة اللغة العربية وتعزيزها لدي".

ريان، شاب من أصل سوري ولد و عاش  في فرنسا ، منذ ستة أشهرٍ وهو يقصد هذا النشاط إلى أن استطاع أخيراً أن يتكلم بلغة أجداده ويحقق شيئاً من حلمه الذي سرقته الظروفُ إياه

يقول " ريان " وهو شاب من أصل سوري: "سابقا وقبل مشاركتي بهذا النشاط لم أكن أعرف أن أتكلم العربية على الاطلاق، أما الآن وبعد ستة أشهر من المشاركة أصبحت أتحدث بشكل جيد".

لا يختلف أحد على أن اللغة وجدت منذ أن وجد الإنسان انطلاقا من قوله تعالى " وعلم آدم الأسماء كلها" وبالنسبة للسوريين تأتي أهمية هذا النشاط من أهمية تعلمهم للغة الفرنسية التي باتت بالنسبة إليهم الباب الوحيد لاندماجهم في مجتمعهم الجديد ووسيلة تواصل مع الفرنسيين في مختلف ميادين الحياة.