أخبار الآن | دير الزور – سوريا ( وائل زين الدين ) 

"أحمد الجميل" كما هو مدون في القيود الرسمية العراقية هو ذاته "متعب" المجرم المعروف في قرية الرمانة الواقعة في ريف الأنبار العراقية، وهو أيضا نفسه "أبو الخطاب" الاسم الذي اشتهر به قبل دخول تنظيم داعش إلى دير الزور ليعرف لاحقا في ريف دير الزور الشرقي باسم "أبو رحمة العراقي".

أحد المنشقين العراقيين عن التنظيم كانت تربطه بأبو رحمة علاقة صداقة قوية، قبل أن ينقلب عليه الأخير ويدبر له حكما بالإعدام بتهمة الردة، ليهرب الرجل إلى منطقة خارج سيطرة التنظيم بعد رحلة طويلة من الاختفاء والمعاناة، وفي تصريح خاص بأخبار الآن يقول "أبو أسامة" المنشق عن داعش : "ينحدر "أبو رحمة" من عائلة معروفة في "الرمانة" بجرائم السرقة والنهب والسلب وعملهم المتشعب في شبكات التهريب منذ سنوات طويلة، وهو خامس أخوته لأبيه وأكثرهم إجراما وولعا بالقتل والذبح".

أشهر أخوته المنتسبين لداعش "محمد الجميل" وهو مسؤول في قطاع الصحة للتنظيم بعد أن كان موظفا في الصحة لدى حكومة نوري المالكي إلى فترة قريبة قبل دخول داعش إلى دير الزور.

جده من أبيه يدعى "عاشور" وهو أحد أشهر اللصوص وقطاع الطرق المعروفين في العراق إلى أيامنا هذه، كان يعمل مع شبكة من المحترفين في السرقة وقطع الطريق وغزو البلدات المجاورة فيعودون بغنائم كثيرة، كانت تسبب الاقتتال فيما بينهم في الأحيان أغلب.

يتابع ذات المصدر في كشف تفاصيل تاريخ الرجل بقوله: "خرج "أبو رحمة" إلى ساحة القتال بشكل فاجأ جميع أبناء منطقة الرمانة، وتحول بوقت قياسي من رجل تهريب مولع بالنساء والمال والمخدرات والدبكات الشعبية إلى تنظيم داعش والذبح والقتل".

استطاع بفترة قياسية أن يتدرج في مناصب متعددة في التنظيم بفضل تحالفه مع "أبو فاطمة" الأمني ​​الأول في القاطع الغربي لولاية الفرات، وأبو صفية المعروف (بالأعور الدجال) بين أبناء هذه المنطقة وهو أحد أهم شرعيي التنظيم وابن الرمانة العراقية وأبو يحيى أحد أجرأ عناصر التنظيم على تنفيذ عمليات الذبح في المنطقة.

المصدر المنشق ذاته، قال: "كان أبو رحمة" في فترة معارك الشعيطات المسؤول المالي المباشر للقطاع الغربي لولاية الفرات، ما مكنه من تكوين ثروة هائلة في وقت قياسي جدا، وتقاسمها مع الحلف السابق ذكره، من خلال بيع الممتلكات التي يستولون عليها في أسواق شعبية في العراق وقد تسبب "أبو رحمة" بإعدام عشرات الشبان من أهالي ريف دير الزور، بعضها شارك في تنفيذ الإعدامات بشكل شخصي بعد تدبير التهمة، كما في حادثة إعدام طفلين في مدينة هجين بتهمة الانتساب إلى حركة أمل اللبنانية.

وبحسب سجين سابق من ريف دير الزور الشرقي أشرف على تعذيبه "أبو رحمة" فإن الأخير الذي يعيش الآن في ولاية الفرات ويعد ثاني أخطر رجل على المدنيين فيها، يستخدم الاعتقال والتعذيب لانتزاع الاعترافات من السجناء بحسب ما يخدم هدفه المعد له مسبقا من قبل "أبو فاطمة "، ثم يعرض السجين على القاضي ليشهد بما أعد له في السجن من اعترافات جميعها افتراء على من يريدون التسلط على سيارته أو محله التجاري أو بيته أو التخلص منه لأسباب شخصية، فيصدر الحكم بالاستيلاء على ممتلكات الضحية، وإن لم يصدر فعبارة " القضاء ورجلي واحد " هي أشهر مقولاته حين يضطره القضاء إلى اتباع طرق التهديد بالتصفية أو الاعتقال للضحية وطلب الفدية أو حتى تصفيته والتخلص منه.