أخبار الآن | السويداء – سوريا (عبيدة النبواني)

بعد رفض نظام الأسد الاستجابة لمطالب أهالي السويداء بإقالة المحافظ "عاطف النداف" ومجموعة من الطلبات الأخرى، أطلق ناشطون من محافظة السويداء اليوم الأربعاء، دعوة للتظاهر في الساعة الواحدة والنصف من ظهر يوم غد الخميس، أمام مبنى الشرطة العسكرية، تحت عنوان "وين راحوا"، وفق حملة تحمل الاسم نفسه على فيسبوك.

التظاهر ضد المحافظ واللجان الأمنية

وحسب صفحة الحملة على فيسبوك فإن سبب هذه الوقفة هو مطالب أهالي المحافظة التي لم تتحقق أبدا وأبرزها إقالة المحافظ "عاطف النداف" الذي أصبح رئيس اللجنة الأمنية في السويداء، حيث تهدف الحملة إلى الاعتراض على سحب الشبان للخدمة العسكرية في صفوف قوات النظام، إضافة إلى مطالب أخرى كتحسين وضع الكهرباء الذي وصفوه بالمجحف، وتأمين المحروقات ومطالب أخرى.

وأفاد "سليم الحلبي" أحد القائمين على الحملة، أن الجهات المسؤولة ردت على مطالب الأهالي بترقية المحافظ "عاطف النداف" إلى رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة بدل إقالته، كما أنها زادت تقنين الكهرباء، عدا عن عدم توزيع كميات كافية من المحروقات.

ويضيف قائلا إن الجهات المسؤولة في السويداء، كللت كل ذلك باعتقال الشبان على الحواجز، وسوقهم إلى الخدمة في صفوف قوات النظام، مشيرا أن ذلك قضى على من تبقى من أبناء السويداء، الذين سافر معظمهم إلى دول أخرى، بينما لا يستطيع البقية التحرك خوفا من الاعتقال.

تحفيز للأهالي للخروج عن الصمت

من جهتها قالت السيدة "زليخة سالم" في منشور على صفحة الحملة إن عبارة "وين راحوا" كانت تثير نخوة جميع أبناء جبل العرب فيما مضى، والخوف ألّا يكون لها تأثير الآن.

وتتساءل صفحة الحملة التي انطلقت اليوم، "وين راحوا": "شبابنا، مطالبنا، أهلنا، ولادنا، أحفاد سلطان، الكهرباء، الخبز، المازوت، وحدتنا، سوريتنا …"، ما يدل على حالة ضغط يعاني منها أبناء السويداء في كافة مجالات الحياة، زادت عن حدها مؤخرا بعد بدء الاعتقالات على الحواجز، وإصدار عدة بيانات من كافة القرى والبلدات، ترفض التجنيد الإجباري.

يذكر أن محافظة السويداء كغيرها من المحافظات السورية، تعاني من أزمة المحروقات التي بات النظام عاجزا عن التعامل معها، إضافة إلى أزمة الكهرباء، وارتفاع أسعار جميع المواد مقارنة بالدخل المتواضع للموظفين والعمال، عدا عن مشكلة اعتقال الشبان على حواجز النظام التي باتت تثير موجة سخط واستياء بين الأهالي، الرافضين بغالبيتهم لزج أبناءهم في حرب ضد بقية السوريين، والرافضين لتجنيد أبنائهم للقتال خارج محافظة السويداء.

وكانت مدينة السويداء شهدت موجة من الغضب والاستياء الشعبي في بداية شهر أيلول الفائت تجلت باعتصامات متواصلة في المدينة للمطالبة بتأمين الخبز والماء والكهرباء والمحروقات للأهالي، تزامنت بعدها بتفجيرين استهدفا قائد مجموعة "شيوخ الكرامة" وحيد البلعوس، حيث قال ناشطون إن هذه التفجيرات كانت عبارة عن رد من النظام على تلك المظاهرات، وفرصة للتخلص من عدو يستقطب حوله معظم أبناء المحافظة.