أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (وكالات)

بعد أيام من هجوم باريس الذي راح ضحيته 129 قتيلا، عثر الأمن الفرنسي حينها على جواز سوري مزور، ما أثار جدلا سياسيا في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

جوازات السفر السورية المزورة ليست أمرا جديدا على طريق الهجرة من تركيا عبر أوروبا. حيث قدر مسؤولون ألمان هذا العام، بأن نحو ثلث طالبي اللجوء زعموا بغير وجه حق أنهم سوريون. ويأتي ذلك لأن جواز السفر السوري أصبح غرضا قيما، حيث تعهدت دول أوروبية عدة بمنح اللجوء للقادمين من هذا البلد.

ويرجع ذلك بالأساس إلى أن جواز السفر السوري أصبح سلعة ثمينة ومرغوبة؛ نظراً للتسهيلات التي تقدمها الدول الأوروبية لحامليه من طالبي اللجوء والحماية.

لكن السلطات الأوروبية تنبهت إلى أن الكثيرين من هؤلاء "اللاجئين" ليسوا أكثر من مهاجرين طموحين لتحسين أوضاعهم الاقتصادية والتنعم بمستوى المعيشة الأوروبي، فهم ليسوا سوريين ولا من دول تعاني ويلات الحروب أو التشرد.

 

تذكرة عبور إلى أوروبا
بالفعل كانت صحيفة واشنطن بوست الأميركية رصدت في سبتمبر/أيلول الماضي دخول مهاجرين من جنسيات دول إيران وباكستان ومصر والصومال وكوسوفو.

لكن غير السوريين ليسوا وحدهم أكبر شريحة زبائن تقبل على الجواز السوري المزيف الذي بات تذكرة عبور إلى أوروبا.

فالمتحدثة باسم وكالة "فرونتكس" المشرفة على الحدود الأوروبية وتنظيم شؤونها، إيوا مونكور، كانت قد صرحت في حديث لها مع راديو NPR بأن معظم الجوازات المزيفة في حوزة السوريين أنفسهم؛ إذ إن الكثيرين منهم اضطروا للفرار ومغادرة بيوتهم بأقصى سرعة هرباً من الموت والخطر، وبطبيعة الحال لم يتسنّ لهم الوقت الكافي للحصول على جوازات سفر رسمية، خصوصاً أن ذلك تعذر تماماً في مناطقهم.

لكن الأدهى من ذلك أن المهاجرين الذين يحملون جوازات وثبوتيات رسمية وقانونية باتوا مستهدفين من قبل عصابات المهربين.

التجارة بالجوازات
ففي قصة رصدتها صحيفة الغارديان البريطانية قام مهرب أفغاني بسرقة جوازات سفر رسمية أصلية من أصحابها بعدما تقاضى المئات من اليورو لقاء تهريبهم بشاحنته من اليونان إلى الحدود المقدونية.