أخبار الآن | تونس -خاص – (نورة مجدوب)

اثنا عشر رجل أمن رئاسي، كانت حصيلة تفجير حافلة الأمن الرئاسي في تونس, هذا الهجوم الإرهابي الذي تبناه داعش متوعدا الشعب التونسي بمزيد من الهجمات الإرهابية الدامية، كاميرا أخبار الآن زارت بيت أحد الضحايا، شاب لم يتجاوز عمره ثمانية وثلاثين عاما، ترك خلفه عائلة وأرملة وحسرة كبيرة في قلب والدته، التفاصيل في تقرير مراسلتنا نورة مجدوب.

هذا البيتُ في إحدى الضواحي الجنوبيةِ للعاصمة تونس هو بيتُ أحدِ شهداءِ الاعتداءِ الإرهابي على حافلةٍ للأمن الرئاسي ..طارق بوسنة سائقُ الحافلةِ التي كانت تُقِلُّ أفرادَ الأمن هو أبٌ لطفلين وقتل في سنتِه الثامنةِ والثلاثين ..ترك حزنًا ولوعةً لدى أسرتِه ، زوجتُه لم تصدقْ ما حدث من هول الفاجعة ، وأمٌّ دموعُها وحرقتُها تصفانِ حالَها .بحسرة بكت الأم جميلة بوسنة على فراق ابنها قائلة انه خطف منها و تركها وحيدة و ان إبنها لا يزال صغيرا ..و انها كانت تخبره دائما أن يترك عمله إلاّ أنه كان يجيبها مازحا أنهم سيأتون لأخذه و يغادر ضاحكا.

يوسف أخو الضحيةِ سمع بالحادثة منذ البداية ، وحين لم يردْ أخوه على اتصالاتِه الكثيرة غادر سريعًا منزلَه ، و كأن الطريقَ يدعوه إلى مستشفياتِ العاصمة ليخبرَه الأطباءُ أنه كان ضمن الضحايا يقول يوسف بوسنة أخو الضحية.
ان له طفلين ..و ترحم على اخيه الفقيد ، كانت الصدمة قوية لدرجة منعته من الكلام ، و اضاف .إلى الآن نحن غير مصدقين ما حدث..عقلي لا يمكنه تقبل أن أخي توفي ..لا أستطيع فعلا تفهم هذا ..أنا غير مصدق..لا يمكن لعقلي أن يستوعب ما حدث.."

ثلاثةَ عشَرَ قتيلا وعشرون جريحًا حصيلةُ تفجيرِ حافلةِ الأمن الرئاسي وسَطَ العاصمة تونس مساءَ الرابعِ والعشرين من نوفمبر على بعد أمتارٍ من مقر وزارةِ الداخلية ، وذلك في الاعتداء على الجهاز الأكثرِ تدرييبًا واستعدادًا في الأمن التونسي.
 الشارعُ التونسيُّ بدا متوجسًا مخافةَ تَكرارِ مثلِ هذه الأعمال في ظل تصاعدِ التهديداتِ الإرهابية التي تُوجِبُ على الدولة العملَ بإجراءاتٍ جديدةٍ لمحاربة الإرهاب وَفقَ ما يقولُ مختصون ""اليوم يجب أن نتفطن إلى هذا الوجه القبيح للإرهاب و الذي دخل عميقا داخل المدن و الذي أصبح قادرا ربما من المس من الأمن القومي و لكن لن يطول ذلك لأن الوحدة الوطنية كما قلت هي صمام أمان البلاد و الشعب التونسي ، قال السيد فيصل الشريف المحلل العسكري.

انه منذ منذ هجومي باردو وسوسة أخذتِ الهجماتُ الإرهابيةُ في تونس اتجاهًا نوعيًا  واليومَ  يرجو الجميعُ في تونس أن تكونَ خُططُ  مكافحةِ الإرهاب  نوعيةَ وفعالةً  لا مجردَ شعارات.
تعزيزات أمنية كبيرة و إجراءات مشددة تتخذها السلطات في أهم المناطق الحيوية في البلاد ، فالجميع هنا يدرك أن التهديدات الإرهابية مازالت قائمة و يمكن تنفيذها في أي مكان و زمانما خلق قلقا بالشارع التونسي و مطالبته لحكومة بلاده بمزيد تشديد الخناق على الجماعات الإرهابية.