أخبار الآن | ريف حلب –  سوريا ( سعيد غزول)

لم تمض ساعات على تصريح رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "PYD" صالح مسلم، بأنه لا يحق لتركيا التدخل في منطقتي "جرابلس واعزاز" بريف حلب، لأنهما جزء مما يسميه "كردستان سوريا"، حتى قام "حزب العمال الكردستاني – PKK" مدعوما بقوات "وحدات حماية الشعب الكردية – YPG" الجناح العسكري لـ"PYD"، بشن هجوم مباغت على قرى في محيط مدينة اعزاز شمال حلب.

اشتباكات في ريف أعزاز .. والطيران الروسي يشارك

اشتباكات عنيفة بدأت مساء الخميس الماضي، بين "الوحدات الكردية" ومقاتلين من الجيش الحر وفصائل من المعارضة المسلحة، في قرى "كشتعار، والمالكية، والزيارة"، عقب تقدم "الوحدات" إلى القرى والسيطرة على قرية "كشتعار" والتقدم في قرية "المالكية" قبل أن يستعيد المقاتلون نقاطا في كلا القريتين، بمعارك أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف "الوحدات الكردية".

بعيد اندلاع الاشتباكات بين "الوحدات الكردية" والفصائل المقاتلة، كثفت طائرات العدوان الروسي، غاراتها على مدن وبلدات وقرى ريف حلب الشمالي، أسفرت عن شهداء وجرحى، كما شنت غارات على أطراف بلدة دير جمال قرب مدينة تل رفعت، والطريق الواصل بين مدينة اعزاز ومعبر "باب السلامة" بالتزامن مع هجوم "الوحدات الكردية" على قرى ريف اعزاز، في ظل هجوم آخر تتهيئ له ضد داعش في مدينة "جرابلس" شرق حلب، بهدف السيطرة على المدينتين، ومن ثم ربط مدينة عين العرب الواقعة شمال شرق حلب، بمدينة عفرين شمال غرب، وإنشاء كيان كردي مستقل على الحدود التركية.

لليوم الثالث .. اشتباكات مستمرة في قرى اعزاز بين فصائل من المعارضة المسلحة والوحدات الكردية

واشتباكات في حي "الشيخ مقصود"

وعقب هذه المواجهات في قرى مدينة اعزاز، اندلعت مواجهات أخرى بين "الوحدات الكردية" و"الفرقة 16 مشاة" التابعة للجيش الحر، في حي "الشيخ مقصود" الذي سيطرت عليه "الوحدات" في وقت سابق، فيما استهدفت "الوحدات" بالرشاشات الثقيلة و"القناصات"، أوتوستراد "الكاستيلو" طريق الإمداد الوحيد لفصائل المعارضة من الريف الشمالي إلى مدينة حلب.

ويشير مراقبون، أن الهجوم المباغت "الوحدات الكردية" على قرى مدينة اعزاز ومحاولاتها الوصول إلى معبر "باب السلامة" الحدودي مع تركيا، جاء في ظل غطاء جوي كثيف لطائرات روسية، وكأن الرد الروسي على تركيا تجلى في هذه الغطاء، بعد أن أسقطت الأخيرة طائرة روسية من طراز "سوخوي – 24"، فوق جبل التركمان بريف اللاذقية لاختراقها الأجواء التركية، وفق ما صرّحت أنقرة، وفي الوقت عينه هو تحدِ كبير لتركيا واختبار صعب في عزمها على إنشاء "منطقة آمنة" خلال فترة قصيرة في الشمال السوري.

تأتي كل هذه التطورات في مدينة حلب وريفها تزامناَ مع اشتعال معظم جبهاتها، حيث تدور مواجهات بين فصائل من المعارضة من جهة، وبين قوات النظام والميليشيات المساندة لها من جهةٍ أخرى، في محيط قرية "باشكوي" بالريف الشمالي، كما تدور مواجهات أخرى مع داعش على طرفٍ آخر من الريف الشمالي في محيط القرى الواقعة شمال غرب اعزاز، إضافة إلى أعنف المواجهات الدائرة مع الميليشيات "الإيرانية والعراقية واللبنانية" وسط غطاء جوي روسي كثيف في ريف جلب الجنوبي.