أخبار الآن | معرة النعمان – سوريا (محمود العبدالله)

شكل إسقاط الجيش التركي للطائرة الروسية "ميغ 24" التي اخترقت المجال الجوي التركي في الخامس والعشرين من الشهر الجاري ردة فعل قوية من قبل قوات العدوان الروسي المتواجدة في سوريا، حيث بدأت الطائرات الروسية تصب جام غضبها على السوريين، وبدأت تكثف من حملات قصفها الهمجي على المدن والبلدات في المناطق المحررة مرتكبة أفظع الجرائم بحق المدنيين العزل.

مجزرة معرة النعمان
تعرضت مدينة معرة النعمان اليوم لقصف عنيف وهمجي خلال غارتين من طائرات العدوان الروسي استهدفتا منازل المدنيين في العديد من الأحياء السكنية داخل المدينة بالصواريخ المتفجرة، وهو ما أوقع مجزرة مروعة بحق الأهالي راح ضحيتها أربعة شهداء وعشرات الجرحى حالة بعضهم خطيرة، وتم إسعاف المصابين إلى المشافي الميدانية والنقاط الطبية القريبة بينما نقلت الحالات الخطيرة إلى المشافي التركية.

الناشط الإعلامي "معاذ الشامي" الذي يقيم في المدينة، تحدث لمراسل أخبار الآن حول تفاصيل هذه المجزرة: "استهدف الطيران الروسي من نوع ميغ 24 مدينة معرة النعمان بالعديد من الغارات الجوية مستهدفا المناطق الحيوية والآهلة بالسكان، حيث قام بغارته الأولى التي جرح فيها العديد من المدنيين، وبعدها بلحظات قام بغارته الثانية وعلى نفس المكان الذي تجمع فيه الأهالي وجاءت إليه فرق الإنقاذ لاستخراج المصابين وإسعافهم وهذا أدى لوقوع مجرزة مروعة بحق الأهالي راح ضحيتها أربعة قتلى وعدد كبير من الجرحى ".
وعن أسباب القصف الهمجي الذي تتعرض له المدينة قال الناشط الإعلامي "أحمد الجربان" في حديث خاص لأخبار الآن: "تقصف مدينة معرة النعمان بريف إدلب كما تقصف باقي المدن والبلدات المحررة، ولعل سبب هذا القصف هو السياسة الخبيثة والقذرة التي يتبعها النظام في حال خسارته على الأرض وتمكن الثوار من تحقيق الانتصارات، فيلجأ هو إلى الانتقام من الأهالي العزل، وسبب التصعيد الروسي الأخير في القصف هو الانتقام لخسارة الطائرة الروسية التي اخترقت المجال الجوي التركي والتي أسقطتها مقاتلة تركية، وخسارته أيضا المروحية التي أسقطت بصاروخ تاو من قبل فصائل الثوار ".

استهداف صوامع الحبوب
تعمد طائرات العدوان الروسي التي تدعي محاربة الإرهاب إلى استهداف المناطق الحيوية والخدمية من أفران ومشاف ومؤسسات مدنية وإنسانية، بهدف تدمير قوت المدنيين والتضييق عليهم.

ففي قرية "الصرمان" الواقعة في الريف الشرقي لمعرة النعمان قصفت الطائرات الروسية بصاروخين متفجرين صوامع الحبوب التي يوجد جانبها مخيم للنازحين وهو ما خلف عددا من الجرحى وحدوث دمار جزئي داخل صوامع الحبوب ووقوع أضرار مادية كبيرة في ممتلكات سكان المخيم.

وحول تفاصيل القصف قال الناشط الإعلامي "حافظ ترمان" الذي يقيم في الريف الشرقي لمعرة النعمان: "شنت الطائرات الروسية غارتين متتاليتين على صوامع الحبوب في قرية الصرمان واقتصرت نتائج هذه الغارات على إصابات في صفوف المدنيين وأضرار مادية في الصوامع ومخيم النازحين الذي يضم مئات الوافدين الهاربين من ريف حماه الشمالي بعد اشتداد وتيرة قصف العدوان الروسي على مناطقهم ".

وعن أهمية صوامع الحبوب في قرية الصرمان، قال الناشط "جابر أبو محمد" في حديث لمراسل أخبار الآن: "صوامع الصرمان تعتبر ثاني مصدر للحبوب بعد" صوامع سنجار "بالريف الشرقي لمعرة النعمان، ولمساحتها الكبيرة يوجد الكثير من العائلات النازحة تقيم فيها وعلى أطرافها، وقد ظن طيران العدوان الروسي أنه استهدف قوت الشعب وبنيته التحتية لكنه لم يعرف أن هذه الصوامع قد تم تفريغها من الحبوب مؤخرا ".

في الوقت ذاته شنت طائرات العدوان الروسي العديد من الغارات الجوية على كل من معبر باب الهوى الحدودي ومعبر باب السلامة وقرية سرمدا على الحدود السورية التركية وناحية التمانعة وهو ما أوقع عددا من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.

ويعتبر ناشطون أن التدخل الروسي الأخير في سوريا ووقوفهم إلى جانب نظام الأسد الإرهابي ومساعدتهم إياه في القضاء على الثورة وقتل المدنيين وتدمير المدن والبنى التحتية أمر لا يمكن السكوت عنه ويجب تقديم جميع الطيارين الروس المشاركين في الحرب على الشعب السوري إلى محكمة الجنيات الدولية من أجل محاسبتهم على جرائمهم ومجازرهم، كما يجب على الدول الحليفة للشعب السوري التدخل مباشرة لإيقاف الإرهاب الروسي الذي استباح دماء الأبرياء بحجة محاربة الإرهاب.