أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (رواد حيدر)

لطالما تغنى بشار الأسد منذ وصوله الى سدة الحكم، بالسيادة الوطنية التي انتُهكت مرات متلاحقة من قبل العدو التاريخي "الكيان الصهيوني"، انتهاك يقابله دائماً فلسفة "ضبط النفس والرد في الوقت المناسب".

عشرات الغارات الاسرائيلية استهدفت مواقع للنظام على مدار الأعوام الماضية، منها ما استهدف مواقع عسكرية وأخرى طالت نقاطاً مشتركة بين النظام وميليشيا حزب الله اللبناني.

القلمون تحت مرمى الطيران الاسرائيلي

بدأت الطائرات الاسرائيلية منذ قرابة الشهر، بحملة قصف جوي استهدفت خلالها نقاط للنظام في القلمون، حيث كان الهدف الأول "اللواء 155" أكبر مستودع لصواريخ "السكود"، وأحد أكبر القطع العسكرية التابعة للنظام في القلمون، غارات اعتبرها البعض غير مهمة "كون الصواريخ مخبئة في أنفاق جبلية ومن الصعب أن تتأثر بهذا القصف".

"زكريا الشامي" ناشط إعلامي في جرود القلمون يتحدث عن ذلك: "أصبحنا نستطيع التمييز بين الغارات التي يشنها الطيران السوري أوالروسي وحتى الإسرائيلي، وخاصة الأخير الذي يقصف من مسافات بعيدة جداً، ودائما ما يلي الاستهداف تقارير تصدر عن قنواتهم تتحدث عن الأماكن التي تم استهدافها".

هذا وأضاف الشامي لأخبار الآن أن: "اللواء 155 من أهم وأكبر قواعد النظام في القلمون، ويعتبر أيضاً نقطة استراتيجية لتجمع الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية العراقية".

في السياق ذاته، نفّذت طائرات اسرائيلية على مدار اليومين الماضيين، عدة غارات استهدفت نقاطا مشتركة بين ميليشيا حزب الله اللبناني وقوات النظام في جرد بلدة "فليطة" بالقلمون الغربي، ما أسفر عن مقتل عدد من العناصر وجرح آخرين، وهو ما أكده الشامي بقوله: "الغارات الأخيرة أوقعت 13 قتيل بينهم 5 عناصر من قوات النظام والباقون من حزب الله، كما جرح آخرون نقلوا الى مشفى النبك".

هذه الغارات دفعت بميليشيا حزب الله للإنسحاب من النقاط المذكورة، ونقاط استراتيجية أخرى كانوا يسيطرون عليها في محيط بلدة فليطة.

ورغم تكثيف الطيران الإسرائيلي غاراته على المنطقة، يبقى الطيران الروسي المسيطر الأكبر على الأجواء، بتنفيذه عشرات الغارات يومياً على شقي القلمون "الشرقي – الغربي"، في ظل غياب شبه تام لطيران النظام السوري، الذي تقلص دوره حتى بات يختفي.

مفاجآت مرتقبة

في ظل التخبط الذي يعيشه النظام إثر الضربات الموجعة التي يتلقاها من قبل الطائرات الاسرائيلية في القلمون، يحاول الثوار قدر المستطاع تحصين مواقعهم الدفاعية والعمل على خطط جديدة.

من جانب آخر، يدور في الأوساط حديث عن مطلب جديد لـ"جبهة النصرة" يقضي بتسليمها بلدتي فليطة والمعرة "المحاذيتين للحدود السورية اللبنانية"، مقابل إطلاق سراح العسكريين السبعة عشر الذين تحتجزهم منذ أغسطس/آب 2014، إبان معركة عرسال.

لكن تلك الأنباء سُربت من الصفحات الإعلامية، وحتى الآن لم تصل دلائل من قبل جبهة النصرة. وفي حال كانت هذه المعلومات صحيحة فستكون ضربة موجعة لحزب الله والنظام، إذ أن البلدتين هما بوابة الحزب إلى لبنان كون جرودهما يتداخلان مع جرود البقاع اللبناني، وبذلك يكون الحزب قد خسر أهم مواقعه في القلمون الغربي.

وكانت "جبهة النصرة" قد أرسلت الطلب مع أهالي المخطوفين الذين يزورون أولادهم بين حين وآخر، وهم بدورهم أبلغوا رئيس الحكومة اللبنانية "تمام سلام"، خلال اجتماعهم معه الإثنين الماضي.