أخبار الآن| دبي – الإمارات العربية المتحدة – (ديما نجم)

تحولت مدينة سرت الليبية، إلى معقل للمقاتلين الأجانب لداعش، بعد وصول قادة عراقيين للتنظيم من سوريا إلى الأراضي الليبية، بحسب ما ذكرت صحف أمريكية.

فقد اوضحت صحيفة نيويورك تايمز ان داعش حين ظهر لأول مرة بأعلامه السوداء في مدينة سرت قبل  عام، كان عبارة عن عدد قليل من المقاتلين المحليين الذين حاولوا أن يظهروا بمظهر قوي، لكن سرت أصبحت اليوم بمثابة مستعمرة مركزية لتنظيم داعش، تعج بالمقاتلين الأجانب من المنطقة.
وتتابع الصحيفة نقلا عن خبراء استخبارات غربيين انه ونتيجة للضغوط العسكرية والاقتصادية التي يتعرض لها داعش في كل من سوريا والعراق، فإن قادته يتطلعون إلى ميدان آخر، وأن أحد مظاهر هذا التحول هو تصعيد الهجمات الإرهابية على أهداف متفرقة مثل مذبحة باريس، ووضع قنبلة على متن الطائرة الروسية في مصر.
 ووفقا للصحيفة يرى خبراء أن داعش يعزز من سيطرته على سرت، وذلك خشية انهيار قواعده في سوريا، وبالتالي يمكن أن تمثل ليبيا مقرًا بديلاً لانطلاق عملياته الإرهابية. 
يضيف الخبراء أن الولايات المتحدة وبريطانيا قامتا بإرسال قوات خاصة إلى ليبيا للقيام بعمليات مراقبة وتجميع للمعلومات الاستخباراتية من الأرض. كما صعدت الولايات المتحدة من هجماتها ضد قواعد داعش في ليبيا، وقامت للمرة الأولى في شهر نوفمبر الحالي بقتل أحد قادة التنظيم المعروف بأبو نبيل واسمه الأصلي وسام نجم الزبيدي. 
و تعتقد أجهزة الاستخبارات الأميركية أن أحد أكبر قيادات داعش، وهو ضابط عراقي سابق في جيش صدام حسين يدعى أبوعلي الأنباري، قد وصل أخيرًا إلى ليبيا عن طريق البحر.

وفي السياق أيضا تقول صحيفة "وول ستريت جورنال"، انه وحتى مع تصاعد الحملة الدولية ضد داعش في سوريا والعراق، يسعى التنظيم ﻹنشاء قاعدة جديدة تكون قريبة من أوروبا حيث يستطيع استخدام عائدات النفط، وإعداد المؤامرات اﻹرهابية.

ويوضح مسؤولون وفق تقارير اخرى أن مدينة سرت تمثل المستعمرة الوحيدة التي تعمل تحت التحكم المباشر للقادة الرئيسيين لداعش، ووفق مواطنين في سرت ومليشيات أخرى، فإن التحول في تنظيم داعش في المدينة أصبح واضحا منذ بضعة أشهر، اذ تزايد تواجده هناك خلال العام الماضي من 200 مقاتل فقط إلى وحدة مقاتلة قوامها  5000 مقاتل، بحسب تقديرات الاستخبارات الليبية، ونشطاء في المنطقة .
واستغل التنظيم الانقسامات العميقة التي تعانيها ليبيا، لتقوية معقله الجديد على الجانب الآخر من البحر المتوسط المقابل ﻹيطاليا، وهو ما أثار قلق مسؤولين ليبيين من محاولة داعش احتلال المزيد من آبار النفط والمصافي القريبة من سرت لزيادة الإيرادات التي يمكن أن تمول هجماته في الشرق الأوسط وأوروبا.