أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة

الطبيعة السرية لداعش غالباً ما تؤدي إلى انتشار، وعلى نطاق واسع،  لهوس الشك داخل التنظيم.

ففي الوقت الذي يواجه فيه  مقاتلو داعش غالبا اوضاعا ما بين الحياة و الموت، فان القياديين في داعش والقادة الميدانيين يجدون أنه من المستحيل استبعاد الشكوك، لأنه في حال ارتكاب خطأ ما، فإن الثمن سوف يكون باهظاً.

من ازمات داعش المتفاقمة، الشكوك التي تدور حول المقاتلين الناطقين باللغة الروسية. هذه المشكلة لها جذور عميقة: معظم مقاتلي داعش الروسيي الأصل مثل الشيشانيين، لا يتكلمون العربية. وهذا يؤدي إلى تمايز طبيعي بين المقاتلين الناطقين بالروسية والباقين . فهم يعيشون حياة مستقلة عن الآخرين ، وفي كثير من الأحيان يقاتلون في معارك منفصلة.

فعمليا هم يشكلون جيشا  منفصلا في صفوف داعش ، لا أحد يحظى  بمعاملة خاصة كتلك التي يتلقاها المقاتلون الروس.

عندما يواجه مقاتل في داعش سوري أو ليبي الجنسية أي مشكلة، يقابل بردة فعل قاسية جداَ، ادنى الشكوك يمكن أن تؤدي إلى الإعدام الفوري.

لكن هذا  ليس هو الحال مع الناطقين باللغة الروسية، فعندما يكون هناك مشكلة مع احدهم ، لا يمكن لقيادي عادي في داعش أن يتخطى أبو عمر الشيشاني ويفتح تحقيقا  في هذه المسألة.

الشيشاني يحمي الناطقين باللغة الروسية لدرجة أنه حتى قيادات داعش العليا تتعامل مع الناطقين بالروسية كغير المسموح المس بهم .

ولكن من هم بالتحديد هؤلاء المقاتلين الناطقين باللغة  الروسية في داعش، ومصلحة من يخدمون في الواقع؟ تساؤل يصعب على المقاتلين العرب في داعش الإجابة عليه .

لروسيا تاريخ يزخر بمحطات قتال المتشددين الشيشان،وخلال  هذه  الفترة  تمكنت من  نسج علاقات داخل البيئة الشيشانية التي بدورها صدرت  الكثير من المقاتلين الى سوريا.

وبالنظر إلى أي مقاتل يتحدث الروسية في داعش، فلا أحد يستطيع أن يضمن ولاءه لداعش  في الواقع.

وقد انتجت هذه الصورة المعقدة  لدى مقاتلي داعش العرب و الافارقة عدم ثقة بالمقاتلين الناطقين بالروسية. وعلى الرغم من أنه حتى الآن لم تصادف أي حالة عن أحد المقاتلين الناطقين بالروسية تم التحقيق معه أو حامت شكوك حوله، إلا أن المقاتلين العرب والأفارقة يشتكون بإستمرار من سلوك المقاتلين الناطقين بالروسية المشبوه. 

و عليه  لا يمكن التنبؤ إلى أي مدى سيذهب هذا التصدع المتزايد بين الناطقين بالروسية وغيرهم من المقاتلين.

ومع ذلك، فمن الواضح أن هذه المشكلة هي انعكاس آخر لتصرفات داعش والذي هو عبارة عن تكتل ركيك بين عصابات متناحرة، على عكس الدولة التي يدعيها.

الدكتور أحمد الابيض الباحث في الشأن العراقي و الجماعات المتشددة