أخبار الآن | ريف حمص- سوريا (رواد حيدر)

تتعرض مدن وبلدات "ريف حمص الشمالي" منذ أكثر من أسبوعين، لحملة برية شرسة من قبل قوات النظام المدعومة بـ"الميليشيات الشيعية"؛ بهدف تقطيع أوصال المنطقة وعزل كل بلدة عن الأخرى، وليتمكن النظام من حصار كل منطقة على حدى وتضييق الخناق على أهلها.

عشرات الضحايا في غارات مكثفة

استشهد سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وجرح سبعة مدنيين يوم أمس، إثر 5 غارات نفذتها طائرات حربية روسية على قرية "برج قاعي" قرب بلدة "تلدو"، كما استشهد امرأة وطفل بقصف مماثل استهدف قرية "غرناطة".

الناشط الإعلامي "سامر الحمصي" ذكر في تصريح خاص لأخبار الآن، أن حملة القصف هذه جاءت بعد فشل النظام في اقتحام قرية "حربنفسه"، حيث كثّفت الطائرات الروسية غاراتها على "كيسين وغرناطة"، ما أوقع عشرات الشهداء والجرحى بين المدنيين.

من جانبه ذكر الناشط "عامر الناصر" أن الطائرات الروسية لم تفارق سماء المنطقة منذ ثلاثة أيام، حيث نفّذت أكثر من 80 غارة، أوقعت مايقرب من 25 شهيدا وأكثر من 100 جريح، جلهم من النساء والأطفال.

وكان تسعة مدنيين قضوا بقصف للطائرات الروسية في وقت سابق، استهدف منطقة سكنية في بلدة "الغنطو" بالريف الشمالي، إضافة لدمار كبير في المنازل السكنية.

حملة القصف هذه زادت من معاناة الأهالي، حيث نزحت مئات العائلات من قرى "حربنفسه وكيسين وغرناطة" إلى مناطق أقل قصفاً. يقول "سامر": الوضع الإنساني يزداد سوءاً يوماً بعد يوم وخاصة في منطقة الحولة التي استقبلت في الفترة الأخيرة قرابة 8 آلاف نازح من قرى ريف حماة الجنوبي، ما دفع بالمجلس المحلي لإطلاق نداءات استغاثة وطلب المساعدة، وسط نفاذ أغلب المواد من الأسواق نتيجة الحصار.

النظام يفشل في اقتحام "حربنفسه" ومعارك مستمرة قرب "كيسين"

لا تزال المعارك مستمرة في محيط قرية "حربنفسه" لليوم الثاني والعشرين على التوالي، بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام القرية لقطع آخر طرق الإمداد التي تصل ريفي حمص الشمالي وحماه الجنوبي.

"عامر" قال إن "المعارك دموية، تحمل طابع – نموت ولا نخضع للحصار- فهذه البلدات ذات بعد استراتيجي للنظام وبسيطرته عليها تخضع مدن وبلدات ريف حمص الشمالي لحصار خانق، مع عدم وجود منافذ أخرى".

من جانبه ذكر "سامر" أن قوات النظام خسرت عشرات الآليات والعناصر في معارك "حربنفسه"، حيث قتل أكثر من 30 عنصراً، ودمر الثوار دبابة وعربة شيلكا ومدفع 23 إضافة لاغتنامهم  بعض الرشاشات الثقيلة.

كذلك خسر النظام أمس دبابة و4 عناصر في اشتباكات مماثلة قرب قرية "كيسين"، جنوب حربنفسه 7 كم؛ والتي تحاول قوات النظام التقدم إليها من قرية "كفرنان" الموالية. هنا يتحدث "سامر" أن هدف النظام من معركة كيسين هو تقطيع الريف الشمالي إلى أقسام، وبذلك يستطيع فصل منطقة الحولة عن الرستن وتلبيسة، وبهذا يكون قد أتم حصاره على المنطقة بشكل كامل، بدءاً من قطع طريق الإمداد وانتهاءً بفصل المدن عن بعضها البعض.

 هذا وألقت الطائرات المروحي اليوم على منطقة "ريف حمص الشمالي"، منشورات تحت عنوان "اقرأ وقرر"، دعت فيها الأهالي لإخراج من وصفتهم "المسلحين الأجانب والغرباء" من المنطقة، حقناً للدماء، في حين إن نُفذ الشرط، سيتم منح عفو عن جميع المقاتلين المحليين الذين وقفوا في وجه "الدولة"، وإعادة جميع المهجرين إلى منازلهم.

وجاء في المنشورات أيضاً "في حال عدم قبول الشروط، سيتم استئناف الأعمال القتالية، والتي ستؤدي لخسائر كبيرة من الممكن تلافيها".