أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)

بعد سيطرة قوات النظام وحلفائه على عدد من قرى جبل التركمان الإستراتيجية والتي تعتبر بلدة "ربيعة" وقرية "الريحانية" من أهمها، تتجه أنظار قوات النظام نحو التلال المحيطة بهما، حيث يقوم ومنذ عدة أيام بالتمهيد المدفعي من الدبابات التي ركزها في المناطق المذكورة، وبغارات جوية كثيفة استهدفت معظم المباني السكنية القريبة، حيث جرت يوم أمس اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والثوار بالرشاشات الثقيلة ما أسفر عن عدد من القتلى والجرحى في صفوف النظام.

ويعزو "أبو أحمد" أحد القادة العسكريين المتواجدين على جبهات جبل التركمان ذلك إلى التمدد إلى الجبل: "الغارات الحربية الروسية الأخيرة على المنطقة تبيّن أن النظام لا يطمع لفرض سيطرته على قرى، بل على مساحات جغرافية، فقواته المدعومة بالميليشيات الشيعية الموالية له تسيطر على القرى بعد فقدان أي أمل بتواجد كائن حي واحد فيها، فهو يريد تأمين ابتعاد قذائفنا عنه وانشغالنا بمواجهته".

الصواريخ المضادة للدروع ترجح كفة الثوار في ريف اللاذقية

خلال الثلاثة أيام الفائتة تم تدمير عدد كبير من الآليات العسكرية من رشاشات ثقيلة وعربات نقل عساكر "زيل عسكرية" بالإضافة إلى استهداف تجمعات قوات النظام بالمدفعية وقذائف الهاون بغية عدم استقرارهم في المنطقة، كما تستمر سلسلة الكمائن ضد قوات النظام التي تحاول كل جهدها السيطرة على المواقع الإستراتيجية الاخرى بزج عناصر اقتحام ممن تم اعتقالهم في مدينة اللاذقية ونقلهم دون سابق تدريبات عسكرية نحو محاور الاشتباك.

أخبار الآن التقت القائد العسكري "أبو جميل" على أحد محاور جبل الأكراد حول التطورات العسكرية الأخيرة: "حاول النظام الاستخفاف بنا ونصب الرشاشات الثقيلة على مناطق مكشوفة علينا، ولكن استخدامنا الصواريخ المضادة للدروع دعته إلى استقدام عدد كبير من الشباب الذين تم اعتقالهم مؤخراً من مدينة اللاذقية وزجهم دون أي تدريب عسكري على الصفوف الأمامية".

أكثر من 7000 نازح دخلوا تركيا خلال ثلاثة أيام

اضطر معظم الأهالي المدنيين في ريف اللاذقية إلى الانتقال نحو تركيا، حيث يبدو الوضع مأساوياً في ريف اللاذقية بعد أن فرغت الخيام من ساكنيها، أو اقتُلعت تمهيداً لنقلها إلى مناطق أكثر أمناً، حيث ازدحم الشريط الحدودي بمئات النازحين الطالبين للأمان بعد أن أفرغت الطائرات الروسية حممها على مناطقهم، واستقرت قذائف المدفعية بين خيمهم التي لا تكاد تحمي من البرد لترد الشظايا عن قاطنيها.

يقول "عمار" أحد المنتظرين على الشريط الحدودي السوري–التركي للعبور وعائلته نحو تركيا: "لم يبق هنا أدنى نسبة من الأمان، حتى المخيمات الحدودية طالها القصف وسط صمت دولي مطبق، أنا هنا بانتظار دوري حتى يتم إدخالنا نحو الأراضي التركية، الأمور تجري بانتظام وحسب الأسماء دون تمييز".