أخبار الآن | سرمدا – إدلب ( وائل أمين )

لا يعرف الإنسان ماذا يقول عندما تمنحك الحياة فرصة جديدة … النجاة من موت محتم هكذا بدأ أبو الحسن حديثه، يضيف تختلط الكلمات والأفكار والذكريات أقف فجأة وأنظر نعم أنا على قيد الحياة فلم يقتلني أصحاب الرايات السود بعد ولكن هل حقا نجحت في الهروب ؟! أحيانا أشعر وأن شيئا ما دفعني ربما هو الأمل الذي يحاول هؤلاء قتله فينا".

أبو حسن معتقل سابق لدى تنظيم داعش نجح في الهروب من سجون التنظيم، يقول أبو الحسن قصتي بدأت بعد سيطرت تنظيم داعش على قرى ريف دير الزور لم يكن أمام الأهالي أي خيار أخر سوى الرضوخ لهذا التنظيم وحدث نوع من الهدنة بينهما وقام كل من يحمل السلاح بتسليم سلاحه للتنظيم، على أن يعفو التنظيم عن الجميع ويضمن للأهالي عدم المساس بهم أو إعتقالهم مستقبلاً، البعض قبل وسلم سلاحه بينما أخرون رفضوا وخرجوا من المنطقة إلى مناطق خارج سيطرت التنظيم.

يتابع أبو الحسن شهادته: "لم يمض شهر على الإتفاق كان التنظيم فرض كامل سيطرته على المنطقة وكانت أولى إنتهاكاته خيانة العهد والمواثيق، بدأ حملة إعتقالات طالت العديد من الرجال في المنطقة، مجموعة من المقاتلين والعناصر الأجانب بعد منتصف الليل بدأوا حملة إعتقال في أسلوب لا يختلف عن أساليب أجهزة الأمن التابعة للأسد، أذكر أنهم يتحدثون اللهجة التونسية أو الليبية تم إعتقالي وإعتقال عدد من الرجال ".

وهذه كانت أولى ممارسات التنظيم ضد الأهالي على الرغم من توقيعهم إتفاق يتضمن تسليم السلاح للتنظيم مقابل أن يضمن التنظيم عدم التعرض لأي أحد من الأهالي في المنطقة والعفو عن كل ما حدث قبل تسليم السلاح لكن التنظيم وبعد تمكنه وسيطرته نقض العهد وبدأ حملة إنتقام من كل من سلم سلاحه.

في حقل العمر للنفط بدأت أولى جولات التعذيب يقول أبو الحسن: "ربطوا أعيننا كبلوا أيدينا قبل أن نصل حقل العمر وعندما وصلنا الحقل بدأ التحقيق معنا وبدأت الإتهامات والتلفيق طبعا أنكرنا كل شيء لكن أساليب التعذيب كانت حاضرة يبدو لي الأمر وكأنه لترهيب الناس تماما كما تفعل العصابات الأمنية القمعية التابعة للأسد وأقبية أجهزته الأمنية، وكانت أساليب التعذيب في حقل العمر متنوعة ومتعددة صواعق كهرباء ربط اليدين من الخلف وتعليق الشخص منهما ضرب إهانة كل ما يخطر في بالك من أساليب تعذيب وما لا يخطر ".

لم يكن يعلم أهالي دير الزور وريفها أن هذا التنظيم سيخون العهد ولم يكن لديهم خيار أخر سوى الرضوخ لكنهم سرعان ما أدركوا أنهم إتكبوا خطأ فادحا فهؤلاء لا يمثلون لا الإسلام ولا المسلمين كما إدعوا هو محموعة من المرتزقة القتلة الخارجون عن القانون ينقضون المواثيق والعهود لا يلتزمون حتى بكلامهم ولا وعودهم، وكل أمير يفعل ما يشاء كما يحلوا له.

يتابع أبو الحسن حديثه: "تم إعتقالنا في بداية شهر رمضان وكان يعذبوننا في هذا الشهر الفضيل هل تعتقد أن مسلم يفعل ذلك بمسلم؟! لم يكتفوا بتعذيبنا بل كانوا يستهزؤون بنا ويقول لنا أحدهم هذه الحلقة الأولى من حلقات التعذيب أنت الآن في مسلسل رمضان – طبعا يتحدث عن التعذيب – قلت حسبي الله ونعم الوكيل فليس لي أي حيلة كانت التحقيقات بأني سأدلي بشهادة لديهم بعض المعلومات يريدون أن أعترف وأقر وأشهد ولكن حقيقة لم يكن لدي علم بكل ما سمعته منهم ولكن فهمت فيما بعد أنهم إعتقلوا بعض الرجال ويريدون إدانتهم دون الكشف عن جواسيسهم وبذلك يجبرونني على الإعتراف بأني أنا ما تقدم للشهادة ويجمعونني مع الشخص الأخر وبذلك يكون جواسسيهم وعملاؤهم بأمان رفضت أن أدلي بشهادة لشيء لا أعرفه أنكرت إستمر التعذيب لأيام.

يضيف أبو الحسن: "كبلوا يدي للخلف وعلقوني لساعات وتعرضت للضرب والإهانة والشتم، وإتهموني بالتستر عن معلومات والكذب، تم نقلي إلى إحدى المدارس التي تم تحويلها لسجن للتنظيم، وعندما وصلت كانت المدرسة عبارة عن معتقل تابع للتنظيم يقوم بإخفاء الكثير من أبناء المنطقة فيه وعندما يأتي الأهالي ويسألون عن أبنائهم أقاربهم المخطوفين ينكر التنظيم فمن يكذب أنا أو هم؟ كما قلت لك هؤلاء لا دين لهم ولا عهد ولا ميثاق، في السجن الذي كنت فيه جلست لأيام قبل أن يبدأ الحديث عن خطط ومحاولات للهروب وكان بعض المعتقلين وصلوا إلى السجن داخل الغرفة التي أنا فيها مع عدد من السجناء كنا نسمع أصوات الصراخ والتعذيب مثل أفرع الأجهزة الأمنية القمعية التابعة للأسد تماما ".

ويكشف أبو الحسن: "داخل المعتقل شاهدت الكثير من الشباب وأبناء المنطقة المختفين كان أهاليهم يبحثون عنهم وكان يسألون التنظيم وحتى في المدرسة التي حولها التنظيم إلى معقتل لكنه كان ينكر ويكذب على الأهالي أنه لا يعرف شيء عن أبنائهم، يتابع أبو الحسن بعد منتصف الليل بدأ بعض الشباب بإحداث فتحت في الحائط دمرها أحد صواريخ الطيران ويوجد خارجها شبك وبالفعل تم قص الشبك ومن ثم بدأنا نخرج واحد تلو الآخر وخرج أكثر من عشرة أشخاص إختبأنا بين الحقول الزراعية وبعد أن إكتشف التنظيم هروبنا جن جنونهم وبدأت حملة واسعة منهم ومن مخبريهم وجواسيسهم في البحث عنا وبدأوا يعرضوا المكافأت والمال لمن يشي بنا نجحنا في الوصول إلى مكان آمن بمساعدة أحد أبناء المنطقة وإنتظر لأيام قبل أن نقوم بمحاولة الهروب خارج مناطق التنظيم وبالفعل وصلت مع مجموعة إلى ريف إدلب وكانت بالنسبة لي حلم لم أتخيل ولم أفكر حتى بالهروب في أحد أهم السجون الأمنية التابعة للتنظيم لا أعرف ولكن الحمد لله أنني خرجت سالما من هؤلاء القتلة وأسأل الله أن يساعدنا في الخلاص منهم عادهت نفسي أن أحاربهم حتى تحرير أرضنا وأهلنا منهم لقد إرتكبوا الكثير من المجازر والإنتهاكات في دير الزور وريفها وأججوا الخلافات العشائرية والصراعات القومية في المنطقة هم يفعلون ذلك بشكل متعمد أساليب لا تختلف عن الأجهزة القمعية الأمنية التابعة للأسد من إعتقل لديهم وخرج يعرف ذلك تماما.