أخبار الآن | السّلمية – سوريا (خليل يونس)

 

"سلمية عطشانة"، هكذا أطلق ناشطون من أبناء سلمية على حملتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي للفت النظر إلى ما تعانيه مدينتهم على صعيد انقطاع المياه تماماً منذ مدة زادت عن الشهر.

هل يعاقب النظام مدينة السلمية بالعطش

بعض أهالي المدينة يجيبون بنعم على مثل هذا السؤال، فالمدينة كانت من المدن التي التحقت بالثورة، وقدمت العديد من الشهداء والمعتقلين. "عبدالله أبو اسماعيل" ناشط من المدينة يتكلم لأخبار الآن: "النظام مطمئن إلى أن شبيحته لن يعطشوا، فقد تراوح سعر الصهريج بين 1500 و1800 ليرة وهم يستطيعون شراءه، فالأموال التي كدسوها من نهبهم كثيرة، بينما باقي أهل المدينة يعيشون في كابوس حقيقي، فهم لم يروا المياه منذ أكثر من شهر، ومخاوف الناس زادت من تفشي الأمراض في ما بينهم نتيجة غياب المياه، ولا حلول تلوح في الأفق".

"رامز" من سكان المدينة يخبرنا أيضاً: "الكثير من المناشدات والشكاوى والمحاولات قام بها أهالي المدينة لحل هذه المشكلة، رد ممثلي السلطة كان أن داعش وراء قطع الماء عن المدينة! طيب، ماذا نفعل إذاً؟ هل نترك المدينة ونهاجر؟ يقول المسؤولون: لا سنجد حلاً. بعد ذلك بدأت السلطة باحتفالية أن مشكلة المياه سوف تحل وأنهم سوف يقومون بحفر بعض الآبار، وهذا ما حصل، لكن المشكلة بقيت تزداد سوءاً، إذ يبدو أن هذه الآبار كانت باباً جديداً للنهب وليست لحل المشكلة، لاسيما وأنه أذيع أنها كلفت مبالغ طائلة".

بدائل الأهالي

أمام هذا الوضع الذي أخذ يختنق به سكان المدينة؛ قاموا ببعض المبادرات على أمل الحد من هذه المشكلة. "أبو أمجد" يخبرنا ببعض هذه المبادرات: "الناس ضعفاء هنا وإمكانياتهم محدودة، لذلك لا يستطيعون أن يقوموا بالكثير. توجه البعض إلى مؤسسة الآغا خان التي قامت مع الهلال الأحمر بتزويد المدينة بخزانات كبيرة ولكن بقيت المشكلة الأساسية عائقاً دون الاستفادة منها، وهي: من أين نأتي بالماء لملئ هذه الخزانات؟! حاول البعض الاستفادة من مياه المطر وتخزينها، لكن المدينة بالأساس أمطارها قليلة، يضاف إلى هذا أن جمع مياه الأمطار يتم بأدوات بسيطة لا يمكن أن تنجح في تلبية الاحتياجات أو في حل ولو جزء من هذه المشكلة! آخرون ساروا في طريق حفر آبار على حسابهم، علماً أن المياه التي قد توجد في هذه الآبار هي مياه ملوثة، لكن الأمور ضاقت على الناس ولا يوجد أمامهم خيارات".

"أبو جمال" من أهل المدينة يؤيد خطوة حفر هذه الآبار، يقول: "من أين لي بـ 1600 أو 1700 ليرة سورية لكي أعبئ مياه من الصهريج لا تكفي لعدة أيام؟ هناك كثيرون مثلي، ماذا نفعل؟ لا أحد يرد علينا أو يفكر فينا. بعض هذه الصهاريج تعود لشبيحة أو لأقربائهم وهي تدر عليهم أرباحاً، لذلك ليس من مصلحتهم أن تحل مشكلة المياه في المدينة. ونحن لن نقف ونتفرج على موتنا وموت أولادنا، أنا مع أن يقوم الأهالي بالتعاون لحفر بعض الآبار في المدينة، هذا سيخفف قليلا من معاناتنا. ولكن مع ذلك، قد يقوم الشبيحة بمنعنا عملاً بالقول: قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق!".