أخبار الآن | الريحانية – تركيا (وضحى عثمان)

 

يقوم فريق "صناع البسمة" هذه الأيام بجهود تطوعية كبيرة تهدف إلى تأمين ما يمكن به مساعدة الأهالي العالقين على الحدود السورية التركية بفعل الهجمة الأخيرة للنظام على ريف حلب، والمدعومة بالطيران الروسي.

أكثر من سبعين ألفا من النازحين شكّلوا صرخة في وجه النظام الدولي والمنظمات الإنسانية، التي بادرت واحدة منها "تركية" بإقامة خيام مؤقتة للنازحين هناك.

في مدينة الريحانية التركية، المحاذية للحدود السورية التركية، يقوم مجموعة من الشباب المتطوعين بمحاولة التخفيف من عبء الوضع الإنساني للأهالي النازحين.

تأسس فريق "صناع البسمة" منذ ثلاث سنوات، وتنحصر نشاطاته ضمن المخيمات في "قاح وأطمة" وغيرها وضمن المناطق المحاصرة وآخرها مضايا والزبداني، وقد صل عدد المتطوعون في الفريق إلى خمسين متطوعا قسم منهم في تركيا ودول متفرقة.

أمام المأساة الكبيرة التي يعيشها النازحون على الحدود مع تركيا، بدأت آخر مهمة منذ أربعة أيام، أبطالها أطفال صغار تبرعوا بمصروفهم الأسبوعي ونساء بعن خواتم زواجهن. الكل هنا يتسابق للمساعدة رغم أنهم بأمس الحاجة لها، لكن الألم جعلهم يستغنون عن ما هم بحاجة إليه لمساعدة أخوتهم فكانت حصيلة أول ثلاثة أيام من الحملة 5000 قطعة ملابس و4000 حرام و100 إسفنجة، وما زالت الحملة مستمرة.

"وائل" طفل سوري متبرع يقول: "ليس بوسعي تحمّل ما أراه عبر شاشات التلفزيون معن معاناة أهلي، لقد أخبرت والدي أنني سأتبرع بمصروفي الشخصي للنازحين، ولقد أبدى ارتياحه وسروره، وأنا أعلم أن أبي يعمل بجهد كبير ليؤمن لنا قوت يومنا وتكاليف سكننا، لكن أحمد الله على نعمته، سأحث رفاقي على أن يقوموا بذلك".

العاملون ضمن هذا الفريق جميعهم متطوعون دون مستحقات، فقد وضعوا نصب أعينهم معاناة السوريين الأخيرة في معبر السلامة الحدودي، بسبب المعارك الأخيرة، فكثير منهم لا ينعم بساعات نوم كافية، من أجل تأمين أكبر قدر ممكن من المساعدات.

"محمد بدر" شاب متطوع في الفريق يقول: "لا أستطيع النوم، أمضي يومي في جمع التبرعات وفي المساء أقوم بتنسيقها استعداد لإرسالها إلى كلّس "جنوبي تركيا" ومن ثم إلى الحدود السورية لأهلنا هناك، استطعنا جمع الكثير من المساعدات البسيطة لأهلنا الذين شردهم النظام".

وبالتنسيق مع أعضاء الفريق في ولاية كلس التركية، تنقل المساعدات بشاحنات ومن ثم يتم إدخالها إلى بوابة كلس أو معبر السلامة في اعزاز، حيث يتجمع نحو 70 ألف نازحا في ظروف قاسية جدا، وهم بأمس الحاجة لمساعدات تمكنهم من معايشة الظروف المناخية الصعبة، وذلك عبر قيام فرق التوزيع المتواجدة هناك، بإعداد قوائم مسبقة لكيفية التوزيع.

"محمد حيدر بوشناق" منسق في الفريق يقول: "الكل يتعاون معي وجمعت الكثير من الملابس والأغطية، هو أقل ما يمكن فعله من أجل لملمة جراح أهلنا المهجرين".

جهود تطوعية محلية في الريحانية التركية .. التخفيف من أعباء النازحين من ريف حلب