أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

في اليمن .. هناك حربٌ مختلفة عن الحرب الواقعة بين القوات الشرعية وبين مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، هذه الحرب بدأت من وسائل التواصل الاجتماعي وربما تتطور في الأيام والأسابيع القادمة، لتكون عنواناً بارزاً في الملف اليمني. إنه الحرب بين داعش والقاعدة.. واجتذاب كل طرف لمقاتلي الطرف الآخر.

جلال بلعيدي .. هل هو قياديُ في تنظيم القاعدة .. أم قياديٌ داعشي ؟ هذا السؤال يفتح الباب على مصرعيها حول الصراع الجاري في اليمن بين داعش والقاعدة.

فبلعيدي الذي قُتل قبل أيام كان يحسب منذ بدء عمله على القاعدة، لكن المراقب للشأن اليمني وكذلك العامة هناك .. يعرفون  أن الشخص تحول الى قيادي داعشي مؤخراً  .. تاركاً القاعدة التي نعته في مقتله .. لعل  في نعيه غاية تقصدها ! لا أحد يعرف مالسبب وراء نعي القاعدة لبلعيدي .. لكن المهم في الآمر أن هذه الشخصية ليست الأولى التي  تنشق من القاعدة وتلتحق بداعش ، هناك حركة انشقاقات دائمة لاتتوقف بين الطرفين منذ أشهر.

هنا مثلاُ أطلق مغردون على موقع التواصل الاجتماعي تويتر هاشتاغ بإسم  #الاعتزال_الكبير_من_جماعة_البغدادي  وكذلك هاشتاغ #الاعتزال_الجديد.

الملاحظ من اطلاق هاشتاغات الانشقاقات عن  داعش ، في أن القاعدة لها دور في الترويج ضد داعش الذي بات يزاحم القاعدة على مراكز نفوذها في أبين وعزان ..والأهم المكلا التي تعتبر مقراً رئيسا للقاعدة في اليمن.

مايعزز الشك حول دور القاعدة في الترويج ضد داعش هو طرح الاشكاليات داخل التنظيم بتفاصيلها..

تنشر إحدى حسابات تويتر مثلاً  تغريدة بعنوان (أول مرة تحصل في التاريخ.. خلافة تطرد رعاياها) !! تحمل هذه التغريدة بياناً لداعش مضمونه ينص بالفعل  على فصل عناصر تابعين له ومنها قيادات في التنظيم حيث تتهمهم بشق عصا الطاعة وعدم تراجعهم عن مواقفهم وسيعهم لإثارة الفتنة وغيرها من الأسباب ..

لم يعتد داعش على إصدار هذه البيانات ….. فالمعروف عن التنظيم قيامه بتصفية عناصره إذا ماخالفوه أو محاسبتهم في أدنى الاحتمالات .. ولكن عملية الطرد لم تكن لتظهر في العراق وسوريا .. دلالات تفضح الضعف الذي ينهش التنظيم الذي لم يقوى في اليمن حتى الآن …والذي يحاول شق صفوف تنظيم القاعدة وكسب قيادات مهمة كبلعيدي مثلاً ..

القاعدة هي الأخرى ليس بوضعٍ أفضل هناك .. لديها اتهامات كثيرة على أن العديد من قياداتها لهم ارتباطات مع نظام المخلوع صالح .. وكذلك لم تكن موضع ترحيب في أي مدينة يمنية ..

فالمكلا التي تسيطر عليها تشهد في كل حين ..مظاهراتٍ تطالب بخروجها من المدينة ..لقد باتت القاعدة ضعيفة البنية بعد مقتل زعيمها ناصر الوحيشي .. 

الصراع بين القاعدة وداعش ربما يكون العنوان الأبرز في المرحلة القادمة في اليمن .. فداعش يعيش على هامش التنظيمات المتواجدة هناك وهو ماينذر بانقراضه.. والقاعدة التي بدأت تتصدع بعناصرها الذين تجتذبهم داعش كي تسرق نفوذها  في اليمن ..بداية هذه المعركة تتمثل بوسائل التواصل الاجتماعي، فالقاعدة تروج عن داعش معطيات واقعية في:

–  فشل القيادة
– صرف النظر عن شكاوى اعضاء التنظيم بحق قياداته.
– سوء إدارة العمليات و التي أدت إلى لمقتل أعضاء التنظيم.
– ضعف التركيز و التنظيم

أمورُ تشي بحرب وشيكة بين التنظيمين ..وقد تفضي إلى تصفية بعضهما البعض قبل أن يسيطر أحدهم على الساحة القتالية هناك التي لن تنتهي بزوال الحوثيين وقوات المخلوع صالح .. وإنما بقتال هاذين التنظيمين ايضاً .. هكذا تبدو صورة المشهد هناك .