أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (هاديا المنصور)

تأسست "منظمة سوريا للإغاثة والتنمية" SRD في شهر نوفمبر عام 2012 بتمويل من رجال أعمال سوريين في بلاد المغترب، وهي منظمة مدنية تعمل من خلال كوادر متخصصة على مشاريع مبتكرة تنموية في الداخل السوري، وهي منظمة طبية بالدرجة الأولى ذلك أن معظم مشاريعها تتعلق بذلك.

مشاريع طبية وإنسانية في المناطق المحررة

يتحدث "عبيدة دندوش" 39 عاما، المدير اللوجستي للمنظمة ع مشاريعها لآخبار الآن فيقول: "بعد أن تأسست المنظمة عام 2012 باتت تتبع لها مكاتب منتشرة في الأردن وتركيا وفي الداخل السوري المحرر في كل من حلب وإدلب، وهي منظمة طبية بالدرجة الأولى ذلك أن معظم مشاريعها هي طبية، حيث افتتحت المنظمة في منطقة إدلب وريفها مشفى شام الجراحي التخصصي الذي يقدم خدماته مجانا ويضم أطباء أخصائيين في "الجراحة العامة، بولية، عظمية" وغيرها، وهنالك خمسة مراكز طبية إضافة لأربع فرق لتنظيم الأسرة، كل فريق من هذه الفرق يغطي ست قرى من ريف إدلب، بينما يتألف كل فريق من "قابلة قانونية، مرشدة نفسية، ممرضتان، إعلامي مع موثق، سائق مع سيارة"، هذه العيادات المتنقلة مزودة أيضا بكافة أنواع الأدوية وخاصة أدوية الأمراض النسائية".

ويذكر الدندوش أيضا أن هناك تغطية طبية للمنظمة في حلب، حيث افتتحت هناك مشفى ومركزين صحيين، والآن المنظمة بصدد تجهيز أول مركز أشعة في ريف إدلب "كفرنبل" يتضمن تصوير طبقي محوري وجهاز أشعة بالإضافة لجهاز إيكو.

الأهالي المستفيدون

لم يتردد "أبو وليد" 45 عاما، بأن يقصد مشفى "شام" الجراحي التخصصي ما إن تم افتتاحه في قرية "حاس" التابعة لريف إدلب الجنوبي، وذلك ليستطيع معرفة مرضه ويتمكن من علاجه، فهو يشكو من آلام شديدة في أمعائه منذ مدة ليست بالقصيرة.

"أبو وليد" هو واحد من المئات الذين استفادوا من خدمات منظمة سوريا للإغاثة والتنمية، والتي قامت بافتتاح العديد من المشافي والمراكز الطبية في كل من حلب وإدلب. يقول: "لطالما شعرت بالألم ولكنني لم أقصد أي طبيب بسبب ارتفاع أجور معاينة الأطباء وأيضا ارتفاع أسعار الأدوية هذا إن وجدت، بينما أعاني من الفقر الشديد الذي بات ملازما لي مع المرض جراء الحرب التي نعيشها وما يرافقها من قصف ونزوح وغلاء"، ويوضّح أنه ما إن قصد المشفى حتى تم الكشف عليه من قبل الطبيب المختص والذي بدوره قام بتشخيص حالته واصفا له الدواء المناسب بالمجان: "لقد بتنا بحاجة لهكذا مشاريع، فنحن السوريون إن لم يقتلنا القصف يقتلنا المرض والفقر والحاجة".

أما "روعة" 25 عاما، من قرية معرة حرمة، فهي حامل في شهرها الثالث وتعاني من جرثومة في الرحم وبحاجة لمعالجة دورية، في حين تخلو قرية معرة حرمة من أية طبيبة نسائية، وأيضا دواء هذه الجرثومة غير متوافر في الصيدليات، تقول: "شعرت بالخوف الشديد  من فكرة أن تتسبب هذه الجرثومة بالتشوه لجنيني أو بإجهاضي، ولم أعرف ما الذي سأفعله إلى أن زارت عيادة سوريا للإغاثة والتنمية، وتم فحصي من قبل القابلة على جهاز الإيكو، اطمأننت على جنيني وتم تزويدي بعدة علب من دواء مرض جرثومة الرحم".

مشاريع تأهيلية

لم يقتصر نشاط المنظمة على المجال الطبي وإنما قامت بعدة مشاريع أخرى، وأهمها مشروع إعادة تأهيل المأوى "الشلتر" كما أسمته المنظمة. هذا المشروع يتحدث عنه الدكتور "عقبة الدغيم" 30 عاما، مدير مكتب إدلب لمنظمة سوريا للإغاثة والتنمية، حيث يقول: "مشروع الشلتر أو المأوى هو مشروع نفذته منظمة سوريا للإغاثة والتنمية في كل من إدلب وحلب، ففي إدلب استهدف المشروع مناطق عدة ومنها كفرنبل، حاس، جرجناز ومعرة حرمة، حيث عمل على إعادة تأهيل البيوت المتضررة والمهدمة وراعى الحالات الإنسانية من نازحين وأرامل وعائلات الشهداء والمعتقلين الذين لا معيل لهم".

يسعى القائمون على المشروع إلى تأمين مساكن صحية وتهيئتها لتكون مناسبة للعيش، أو ترميمها في حال كانت لا تزال قائمة فعلا، وذلك لضمان قضاء فصل شتاء بشكل جيد بالنسبة لهؤلاء المتضررين.

"أم حسام" 40 عاما، أرملة ونازحة في كفرنبل تقول: "اضطررت للسكن في منزل خالي من معظم أبوابه ومتضرر ببعض جدرانه نتيجة القصف، سكنت هذا المنزل مع أبنائي الستة كونه مجاني ولأن معظم المساكن ممتلئة بالسكان والنازحين، هذا عدا عن أن الإيجار مرتفع ويفوق حالتي المادية".

قام مشروع الشلتر بإعادة تأهيل منزل أم حسام للسكن وقام بتركيب الأبواب والنوافذ وأصلح الضرر الجزئي في المنزل، ليس ذلك وحسب، بل وحصلت أم حسام على مدفأة جديدة ومقدار من الفحم وبطارية و"لدّات" للإنارة.

وصل عدد المستفيدين من المشروع في منطقة إدلب وحدها 540 منزلا بحسب الدغيم، وشملت الاستفادة ترميم الضرر الجزئي وتوزيع "كيتات" الترميم والكيتات الشتوية وكيت المطبخ وكيت الإنارة من ألواح طاقة وبطاريات ولدات وكيت التدفئة من مدافئ وفحم وبيرين وحطب، كما أقيمت العديد من الدورات والورشات للدعم النفسي التي تتبع المشروع ومنها حفلات للأطفال.

مشروع الشلتر بدأ من الشهر التاسع من العام الماضي واستمر حتى انتهاء الشهر الأول من العام الحالي، ويسعى القائمون على المشروع بالبدء قريبا بمناطق أوسع وتغطية أكبر.

أما عن آلية العمل فيقول الدغيم: "هناك تنسيق مع المجالس المحلية للوصول للمتضررين والمحتاجين وقد بلغت قيمة الكيت الواحد مثل التدفئة والإنارة حوالي 200 دولار للبيت الواحد بالإضافة لقيمة الترميم التي بلغت 150 دولارا على الأقل لكل بيت وسطيا".

ويختتم الدغيم حديثه بالقول: "تسعى المنظمة دائما إلى تبني الأفكار والمشاريع التي تهدف لإعادة الأمل وجانبا من الحياة المفقودة لأناس فقدوا معظم ما يملكون في وطنهم سوريا".