أخبار الآن | غازي عنتاب – تركيا ( ياسمينا بنشي )

وقف العديد من الفنانين السوريين إلى جانب الشعب السوري ودعموا من نادا بالحرية، وكانت مواقف العديد منهم متباينة منهم من وقف ودعم الثورة ومنهم من إلتزام الصمت خشية الإعتقال بينما قام بعضهم بمحاربة الثورة كما بعض الفنانيين الموالين للأسد، ومن وقف إلى جانب الثورة ودعم التظاهرات دفع الثمن غالياً كما الكثير من أبناء الشعب السوري.

سمر كوكش من مواليد دمشق 26 آب (أغسطس) عام 1972، ممثلة سورية تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا عام 1995، شاركت في العديد من الأعمال في المسرح والإذاعة والتلفزيون كما عملت في الدبلجة، اعتزلت المجال الفني وارتدت الحجاب وقل ظهورها الفني، وهي ابنه المخرج علاء الدين كوكش والفنانة الراحلة ملك سكر.

تم اعتقالها من قبل قوات الأمن السوري بتاريخ 11 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2013، وتم إيداعها في الفرع (215)، الذي تعرضت فيه لشتى أنواع الشتم والإهانة من قبل المحقق، ليتم تحويلها بعد حوالي سبعة عشر يوما إلى سجن عدرا المركزي لصالح محكمة الإرهاب بتهمة "تمويل الإرهابيين".

كان عمل سمر هو مساعدة النازحين في مدينة دمشق، وكانت تهمتها الرئيسية هي مساعدة طفلة في الخروج من حصار المعضمية لإجراء عمل جراحي لها، ما اعتبره النظام جريمة ومساعدة للإرهابيين.

عرضت سمر على قاضي محكمة قضايا الإرهاب في شهر كانون الثاني (يناير) عام 2014 ليتم إيقافها وتبقى داخل السجن لحضور جلسات قضائية، إلى أن أصدرت محكمة الإرهاب في دمشق يوم 17/12/2014 حكما بالسجن خمس سنوات على الفنانة كوكش بتهمة تمويل الإرهاب دون ورود أية تفاصيل إضافية، أو أي تصريح رسمي من نقابة فناني النظام.

قدم المحامي المترافع عن قضية كوكش طلب نقض للحكم بعد حوالي ستة أشهر من تاريخ الحكم عليها وتم قبول النقض ليخفف الحكم من خمس سنوات الى ثلاث سنوات وثمانية أشهر، ثم يعود المحامي بتقديم طلب نقض ثاني عله يخفض حكم كوكش لمدة أقل وذلك في نهاية شهر تشرين الثاني من العام 2015، لكن الطلب هذه المرة جاء مع الرفض.

تقضي سمر أيام حكمها في سجن عدرا حزينة متألمة ككل الأمهات اللواتي فارقن أبناءهن، فهي أم لطفلتين (لين وملك)، أبعدتهما جدران السجن عن أحضان أمهما، التي كن يقدمن لزيارتها برفقة خالتهما بين الحينة والأخرى، وكانت الأم تقضي بعض وقتها داخل مهجع السجن بصنع بعض الأشغال الخرزية أو الأعمال الصوفية لهن.
لم تتوقف سمر عن عملها الإنساني في مساعدة المحتاجين، حيث كانت تعين الفقيرة واليتيمة ممن فقدت التواصل مع أهلها من المعتقلات اللواتي كن معها داخل السجن ببعض من الطعام أو الكساء، وتدعمهن نفسيا بشخصيتها القوية الصلبة وروحها المرحة.

كانت المرة الأولى التي التقيتها فيها داخل سجن عدرا من على شبك أحد المهاجع المطلة على باحة جناح الإيقاف الذي كنت فيه، حين سألتها عن وضعها وسبب اعتقالها، أما المرة الثانية فكانت حين تم معاقبتها من قبل عناصر السجن بوضعها في منفردة جانب الجناح الذي كنت معتقلة داخله، وذلك بسبب إسوارة خرزية بألوان علم الثورة كانت تضعها في يدها وبقيت اطمأن عليها بين الحينة والأخرى من نافذة ذاك المهجع الى أن خرجت من السجن.

الفنانة كوكش لم تكن معتقلة الفن السوري وحدها، حيث أن النظام السوري كان اعتقل الفنانة ومعدة البرامج ليلى عوض، والتي أفرج عنها مؤخرا بعد حوالي عامين من الاعتقال، كما أطلق سراح الفنانة مي سكاف في وقت سابق والتي تعرضت للضرب المبرح ولكسر في يدها من قبل عناصر الأمن أثناء التحقيق معها داخل الفرع.
وتبقى سمر أسيرة الظلم في غياهب سجون النظام السوري والذنب الذي اقترفته أنها كانت تساعد النازحين، هذا العمل الذي قض مضاجع الطغاة، لأن الأبرياء يجب أن يموتوا جوعا وألما في بلد يحكمه الاستبداد.