أخبار الآن | ريف حلب – سوريا – (معاذ الشامي)

حملةٌ عسكرية هي الأعنف، شنتها الطائرات الروسية على مدن وقرى أرياف حلب، ما أدى إلى تهجير أكثر من مئة ألف من الأهالي، منهم من تشرد بين الغابات والأحراش، وآخرون إنتظروا على حدود تركيا علها تفتح بوابتها التي لا تزال مغلقة بوجه الفارين من الموت، وآخرون إستقبلتهم قرى مجاورة.

كأنه حلم يحمل في طياته مأساة تتجاوز الواقع، يمر على أسرة أم محمود التي فقدت منزلها واثنين من ابناءها إثر غارة روسية على قرية بيانون في ريف حلب الشمالي.

خرجت أم محمود بقليل من متاعها مع من تبقى من أطفالها، الى بساتين قريبة قد لا يطالهم الموت فيها لساعات فقط، لتمكث بين أشجار الزيتون لثلاثة أيام.

قبل أن ينتهي بها المطاف في هذا البناء غير المكتمل، والذي يخلوا من أبسط مقومات الحياة اليومية .. أم محمود لم تكن إلا واحدة من بين خمسين ألف نازح خرجوا بما استطاعو حملهالى بلدات مجاورة، قد تكون أكثر أمنا، ذلك فضلا عن سبعين ألفا آخرين وصلوا الى الحدود التركية.

أرقام تتقاطع مع معطيات جديدة على الارض، في ظل حملة عسكرية يشنها النظام وحلفاؤه على بلدات ريف حلب، دفعت هؤلاء الى النزوح هربا من الموت، لكن ليس جراء القصف فحسب .. إذ إن مشهد الجوع والحصار بات قريب التكرار ليشبه ربما الحصار المفروض من قبل النظام على ريف دمشق .

التدخل الروسي فاقم أزمة النزوح وحولها الى مشهد دام ومعقد من مسلسل التشرد المستمر الذي قد يطول، مع تصدر سوريا قائمة دول العالم في عدد النازحين قسرا.