أخبار الآن | ريف حمص – سوريا (يوسف أبو يعقوب ورواد حيدر)

نفذت الطائرات الحربية الروسية صباح أمس، أكثر من عشرة غارات على قرية حربنفسه التي تفصل بين ريفي حماة وحمص، وسط محاولات تقدم من قبل قوات النظام على عدة محاور.

القصف الجوي على حربنفسه رافقه قصف من مدافع النظام الثقيلة وراجمات الصواريخ من قرية خربة السودا وكتيبة الهندسة، إضافة لقصف بالأسطوانات المتفجرة من "شبيحة" قرية "جدرين".

ويوم أول أمس، كثفت الطائرات الروسية غاراتها على قرى وبلدات ريف حمص الشمالي؛ حيث حلقت خمس طائرات روسية في سماء المنطقة عند الساعة الثانية عشر بعيد منتصف الليل، واستهدفت عدة مواقع مدنية في تيرمعلة والغنطو وكيسين وحربنفسه وتلبيسة وأم شرشوح، ما أوقع عشرات الجرحى في صفوف المدنيين.

واستخدم الطيران الروسي الصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية لقصف المناطق المذكورة وهي تضم عددا كبيرا من المدنيين يعادل نصف سكان ريف حمص الشمالي.

القصف استهدف منازل المدنيين ومراكز تجمعهم ما أدى لاستشهاد طفل ورجل في قرية "الدار الكبيرة" وإصابات في صفوف المدنيين بحسب المركز الطبي في قرية الدار الكبيرة.

وأفاد "أبو حسن" وهو عضو في الدفاع المدني بأن الريف الشمالي لحمص يتعرض لقصف روسي ممنهج يوميا، فمنذ الساعة السادسة مساءا تحلق طائرات الاستطلاع لمدة ساعتين لرصد تجمعات وحركة المواطنين وفي الساعة الثانية عشرة ليلا يأتي الطيران الحربي الروسي ليقصف المدنيين.

ويضيف أن سربا جويا روسيا مؤلفا من أربع طائرات قصف مدينة تلبيسة وتيرمعلة والغنطو ما أدى لمقتل امرأة في مدينة تلبيسة وإصابة 9 أشخاص جميعهم مدنيين نتيجة للغبار الذي نتج عن انفجار الصواريخ.

الغارات تلاها قصف بالبراميل المتفجرة؛ حيث ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على قرية غرناطة، تزامنت مع قصف براجمات الصواريخ وقذائف الدبابات على حربنفسه من قبل "شبيحة النظام" في قرية "أكراد داسنية" الموالية للنظام.

معارك مستمرة منذ 28 يوماً

لا تزال الحملة العسكرية التي بدأتها قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي على ريف حمص الشمالي مستمرة لليوم الـ 150 على التوالي؛ والتي بدأت حينها بمحاولة اقتحام قرى "تيرمعلة" و"الغنطو" و"الدار الكبيرة"، وانتقلت بعد فشل النظام في اقتحام تلك القرى إلى "حربنسفه" بهدف فصل ريفي حماة وحمص عن بعضهما، إضافة "لكيسين" الاستراتيجية الواقعة على الطريق الواصل بين مدينتي تلبيسة والرستن وبين سهل الحولة.

الناطق باسم جبهة تحرير حمص "صهيب العلي" ذكر أنه منذ 28 يوماً تحاول قوات النظام التقدم نحو قرية حربنفسه في ريف حماه الجنوبي، والتي تعتبر أهم جبهة بالنسبة لثوار ريف حمص، كون المواد الغذائية والطبية كانت تدخل عن طريقها.

وأضاف "العلي" بتصريح خاص لأخبار الآن: "محاولات النظام في اقتحام حربنفسه مستمرة، رغم فشله في التقدم مرات ومرات، وخسارته عدد كبيراً من جنوده وآلياته، وسط غطاء جوي تؤمنه الطائرات الروسية".

وأردف قائلاً: "خسر النظام يوم أمس خمسة عناصر عندما حاول اقتحام جبهتي المحطة والمداجن في قرية حربنفسه، ولا تزال جثثهم مرمية حتى الآن أمام متاريس الثوار غير قادر على التقدم وسحبها"، مشيراً إلى أن النظام خسر على مدار الحملة أكثر من 300 عنصرا، وهي أرقام نقلها أحد سكان قرية الغور الموالية، والذي تحدث عن خيمة عزاء لقتلى المعارك، نُصبت منذ بدء الحملة ولا تزال حتى اليوم.

منشورات تدعو الثوار لإلقاء السلاح

"أربعون نوعاً من الذخائر تنتظركم، قادرة على تدمير الأهداف "الأرضية– تحت الأرضية– الملاجئ– المناطق المحصنة"، هذا ما حملته إحدى المنشورات التي أُلقيت صباح يوم أمس على قرى وبلدات ريف حمص الشمالي، إضافة لأخرى جاء فيها "أيها المسلح حان وقت الحقيقة، العالم يتغير بسرعة .. الجيش قادم، فكر بنفسك، الانتظار يكلفك حياتك، لا تتردد .. سارع إلى إلقاء السلاح لتحافظ على حياتك ومستقبل".

وكما جرت العادة، قوبلت هذه المنشورات بنوع من الاستهزاء والتحدي من قبل الثوار والأهالي؛ حيث قال "صهيب" أنها جاءت بعد أن عجز النظام في التقدم على الجبهات، رغم استعماله كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، فلو كان باستطاعته التقدم متراً واحداً فماذا ينتظر؟.

ارتفاع كبير في الأسعار ونقص في حليب الأطفال

موجة من ارتفاع أسعار المواد التموينية الرئيسية تثقل كاهل المواطن في ريف حمص فقد ارتفعت سعر ربطة الخبز إلى 500 ليرة؛ الأمر الذي جعل المواطن يلجأ لاستخدام "التنور" اليدوي. وبالمقابل نفذت مادة حليب الأطفال من منطقة الحولة المحاصرة مما ينبئ بكارثة إنسانية، حيث قطعت قوات النظام كل الطرق المؤدية للمدينة وفصلتها عن ريف حمص الشمالي.

مراسل أخبار الآن التقى بالناشطة "سما" من مركز حمص الإعلامي، تقول: "إن علبة حليب الأطفال أصبحت سلعة نادرة الوجود في منطقة الحولة نتيجة لحالة الحصار التي تتعرض لها المنطقة وإن وجدت فإن سعر العلبة يتجاوز 3000 ليرة سورية للعلبة الواحدة ذات الـ 400 غرام، وهي لا تكفي الطفل أربعة أو خمسة أيام، كما وأن الكميات الموجودة هي كميات قليلة تقارب على النفاذ في أية لحظة نتيجة للطلب الدائم عليها".

ويعاني اليوم أكثر من 100 ألف مدني حصارا خانقا نتيجة التصعيد العسكري الذي تقوم به قوات النظام.