أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

 

الحرب الكلامية بين داعش والقاعدة أصبحت مباشرة وأكثر حدة، أنصار كل منهم باتوا يتكلمون عن خصومهم كأسوء أعداء لهم على وسائل التواصل الإجتماعي يوميا، ولكنها تذهب الى أكثر من ذلك. 
 
أفضل مثال على مدى اتساع الشرخ بين القاعدة و داعش هو البيان المطول الذي أصدره مسؤول داعش الشرعي ابو ميسرة الشامي , حيث هاجم في هذا البيان مقطع فيديو حديث لمنشق عن داعش في اليمن يهاجم فيه خلافة البغدادي
 
عنون أبو ميسرة  البيان ب " يهود الجهاد: قاعدة الظواهري"
أبو ميسرة اتهم القاعدة بمحاولة زعزعة صفوف داعش عن طريق التسبب في الصراع الداخلي والشقاق بين أفراده.
 
وفي اشارة الى نصوص دينية، قارن ابو ميسرة بين سياسات القاعدة وسياسة اليهود في فترة الإسلام الأولى، حيث يظهر أن القاعدة "يريدون التسلل إلى الخلافة من أجل تغيير برنامجها من الداخل" 
"والتحريض على الفتنة" بتقسيم داعش الى فصيل بقيادة البغدادي مقابل فصيل أخر بقيادة الناطق باسم داعش أبو محمد العدناني.
 
واتجه أبو ميسرة في بيانه الى انتقاد الجهاديين البارزين  هاني السباعي وابو قتادة الفلسطيني وابو محمد المقدسي القيادي الروحي لابو مصعب الزرقاوي الذي أنشأ التنظيم الذي اصبح فيما بعد داعش.

كيف يمكن تفسير موجة الإتهامات المفاجئة هذه من قبل داعش؟ وما هي اهميتها ؟ 
وعلى الرغم من ان  داعش انتقد الظواهري والقاعدة علناً منذ انفصالهما واعلان الخلافة، لكن هذه الإدانة التي كتبها أبو ميسرة هي قوية للغاية.
 
البيان يظهر ان الشرخ بين القاعدة وداعش أصبح غير قابل للإلتئام، وعلى الرغم من أن عدد قليل من المتعاطفين مع الجهاديين لا زالوا يأملون في تحقيق المصالحة والوحدة بين القاعدة وداعش وبين أفرادهما، إلا أن بيان أبو ميسرة دمر هذا الاحتمال تماما.
ويمكن أيضا أن ينظر إلى البيان باعتباره مؤشراً قويا على الكراهية الشخصية بين البغدادي والظواهري.
 
إلا أن بعض أعضاء داعش وأنصاره سوف يشعرون بأنهم بحاجة لسماع بعض التعليقات مباشرة من البغدادي نفسه. بالمقابل فإن أفراد القاعدة وأنصارها يريدون ان يسمعوا ماذا سيقول الظواهري حول اتهامات وادانات أبو ميسرة، لأانها اصبحت الان في اطار الحرب المفتوحة بين التنظيمين وقياداتهما.