أخبار الآن| طهران – إيران – (صحف)

مشاحنات سياسية في إيران أدت إلى عرقلة خططها لإحياء قطاع الطاقة

هذا ما كشفه مسؤولون أجانب في قطاع النفط خلال مؤتمر للنفط تم إلغاؤه في نهاية الشهر الماضي بلندن كان من المفترض أن تكشف فيه طهران عن عقود استثمار، تعرضها على شركات النفط الدولية، في الفترة من 22 إلى 24 فبراير الجاري.

المسؤولون رأوا أن الصراعات السياسية في إيران بين الإصلاحيين والمتشددين زادت حدتها بسبب الانتخابات البرلمانية التي من المقرر أن تتم في وقت لاحق هذا الشهر.

ويرفض المعارضون المتشددون للرئيس الإيراني حسن روحاني، سياسات عملية العقود الجديدة بقوة، قائلين إنها تتعارض مع الدستور الذي ينص على أن احتياطيات إيران من الموارد الطبيعية لا يمكن أن يتملكها أجانب، وينتقد المتشددون أيضاً الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في 2015 وأدى إلى رفع العقوبات.

يذكر انه تم إرجاء المؤتمر خمس مرات بسبب العقوبات، لكن في هذه المرة يبدو أن خلافات داخلية حول هيكل عقود استثمارات النفط والغاز منعت أي إعلان عن الشروط التجارية.

وتشكل عقود النفط والغاز الجديدة حجر الزاوية في خطط إيران لزيادة إنتاج الخام إلى مستوياته قبل العقوبات، البالغة 4 ملايين برميل يومياً، إضافة إلى حاجة البلد العضو في منظمة "أوبك" الملحة لاستثمارات أجنبية بنحو 200 مليار دولار للوصول الى هذا الهدف.

وأدت العقوبات التي فرضت في 2012 على برنامج إيران النووي إلى فقدانها مليارات الدولارات. 

وتريد طهران الآن من الشركات الأجنبية إحياء حقولها النفطية العملاقة القديمة، وتطوير حقول جديدة للنفط والغاز من خلال مشاريع مشتركة مع شركاء إيرانيين.

وقال مسؤول نفطي أجنبي بارز: "هناك مشاحنات داخلية شديدة حول العقود الجديدة".

وأضاف: "لم يعرض الإيرانيون علينا الصيغة النهائية للعقود حتى الآن.. لم يتم إقرار أي شيء بشكل نهائي".

وقال مسؤول إيراني كبير بقطاع النفط لرويترز في نوفمبر، إن "عقود النفط الإيرانية التي تغطي نحو 52 مشروعا ستتضمن شروطا مرنة تأخذ في الاعتبار تقلبات أسعار النفط ومخاطر الاستثمار".

وكانت "بي.بي" البريطانية و"توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية و"لوك أويل" الروسية، من بين 135 شركة حضرت مؤتمرا في طهران في نوفمبر للاطلاع على العقود الجديدة. 

لكن المسؤولين التنفيذيين الذين كانوا يتوقعون رؤية نماذج للعقود لم يتلقوا سوى بيانات عن الحقول المعروضة للاستثمار، وبعض العروض العامة عن الشكل الذي ستكون عليه الصفقات الجديدة.

وفي محاولة للتصدي للانتقادات، رفض وزير النفط الإيراني بيغن زنغنه الدعوات "غير المنطقية" لمنع مشاركة شركات الطاقة الأجنبية، مصرا على أن نماذج العقود الجديدة لا تعتبر خيانة بحسب ما ذكرته وكالة أنباء "شانا" يوم الثلاثاء.

وقالت مصادر بقطاع النفط إن المتشددين يريدون أن يكون لهم دور أكبر في نظام التعاقد، تحدد بموجبه وزارة النفط شركات إيرانية معينة لتصبح شركاء للشركات الأجنبية.

ويتوقع رجل أعمال إيراني في مجال النفط، مزيدا من المشاكل في أعقاب الانتخابات التي ستجرى في 26 فبراير.

وقال رجل الأعمال لرويترز: "ربما يزداد الموقف صعوبة أمام شركة النفط الوطنية ووزير النفط في المفاوضات مع الشركات الأجنبية، بعد الانتخابات البرلمانية، نظرا لأن هناك ضغوطا متزايدة من المتشددين".

وتابع: "لا يريد المتشددون إقصاءهم من صنع القرار في قطاع النفط. يريدون أن يشاركوا في المناقشات".