أخبار الآن | درعا – سوريا (إسماعيل الكركي)

تستمر حملة قوات النظام السوري على عدة مواقع استراتيجية في المناطق المحررة من درعا. فبعد سيطرتها على بلدة "عتمان"؛ قصفت قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي على مدار أسبوع مضى عددا من المدن والبلدات التي تعتبر نقاط تماس مع مركز المدينة كبلدة "النعيمة"، في محاولة لتأمين المدخل الشرقي، وبلدتي "طفس وداعل وعلما والصورة والغرية الغربية والشرقية وصيدا" المحاذيات لطريق درعا-دمشق الجديد، ما أدى إلى دمار كبير في ممتلكات المدنيين وسقوط عدد من الشهداء والجرحى.

وتأتي هذه الحملة كخطوة استباقية لأية محاولة تقدم من قبل الثوار باتجاه هذا الطريق خاصة بعد إعلان عدة تشكيلات عسكرية ثورية نيتها فتح معارك هجومية باتجاه بلدة "خربة غزالة" و"الكتيبة المهجورة" الواقعتين تحت سيطرة قوات النظام.

تركز الهجمات على المناطق الحساسة

تركزت ضربات الطيران الروسي خلال أسبوع مضى على المناطق المقابلة لنقاط تواجد قوات النظام على طريقي درعا-دمشق القديم والجديد، لتستمر محاولات قوات النظام المتمركزة في مدينة درعا التقدم باتجاه نقاط رباط الثوار في الأجزاء المحررة من حي "المنشية" في مدينة درعا البلد وبلدة "النعيمة" تزامنا مع قصف بصواريخ "فيل" على المناطق السكنية رافقها اشتباكات متقطعة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وقد أعلنت قيادة "حركة أحرار الشام" في درعا أن "غرفة البنيان المرصوص" التي تشكلت مؤخرا في درعا البلد وجمعت كافة فصائل المدينة تمكنت من صد محاولات قوات النظام التسلل ليلا إلى إحدى نقاط رباط الثوار من محورين وقتل 21 عنصرا وأعطبت إعطاب ثلاث دبابات، بينما قامت مروحيات النظام ظهيرة الجمعة بإلقاء البراميل المتفجرة على مناطق سيطرة الثوار في حي المنشية، وشن الطيران الحربي الروسي  اليوم أكثر من سبع غارات استهدفت معظم أحياء درعا البلد المحررة.

السيد "نبراس الحوراني" المسؤول الإعلامي عن القطاع الشرقي للدفاع المدني فرع درعا، وأحد ناشطي بلدة النعيمة ذكر لأخبار الآن أن الطيران الحربي يستهدف البلدة منذ أسبوع بمعدل ست غارات يوميا مركّزا على المناطق السكنية غالب، ما يؤدي لارتقاء  شهداء وجرحى. وأضاف أن هذا القصف الممنهج دفع معظم أبناء البلدة إلى النزوح باتجاه البلدات، وأجبرت بعض العائلات على البقاء بسبب اكتظاظ باقي المناطق بالنازحين لتواجه خطر الموت، وقد شهد صباح الجمعة وقوع عدد من الإصابات معظمها من الأطفال والنساء.

وفي السياق ذاته وجه "أحمد هايل العبود" رئيس المجلس المحلي في البلدة رسالة إلى المنظمات والهيئات الإغاثية ومجالس البلدات المجاورة دعا فيها الجميع لاستقبال المدنيين المهجرين قسرا وعجز المجلس عن توفير الخدمات داخل البلدة نتيجة هذه الحملة اليومية.

حقيقة المصالحات التي يروّج لها النظام

بعد أن سيطر النظام وحلفائه على مدينة "الشيخ مسكين" ومحيطها، أطلق الإعلام  الرسمي والصفحات الموالية نداء إلى أهالي عدد من مدن وبلدات محافظة درعا وعلى رأسها داعل وإبطع المجاورتين للشيخ مسكين مهددا باقتحامهما وقصفهما في حال تم استخدامهما في معارك مستقبلية ضده، ودعاهم لإرسال وفد لعقد مصالحة  مقابل وقف القصف وتوفير الخدمات.

وكان إعلام النظام وصحف موالية قد حاول ترويج أخبار مفادها أن وجهاء من "داعل وإبطع" الواقعتين على طريق دمشق-درعا القديم، قاموا بعقد مصالحة مع قيادات النظام في المنطقة الجنوبية داعية باقي المناطق لعقد مصالحات مماثلة.

"محمد الجاحد" أحد أبناء بلدة إبطع وضح لنا حقيقة الإشاعات التي انتشرت حول هذا الموضوع وقال أن وفدا من أبناء البلدة مؤلف من عدد من الموظفين لدى النظام وبعض المتقاعدين التقوا ببعض قيادات النظام في "إزرع" واتفقوا على رفع أعلامه  فوق أبنية الدوائر الحكومية وإقامة حواجز لجان شعبية من أبناء البلدة ومنع دخول أية قوة معادية للنظام مقابل توقف الأخير عن قصف البلدة وإرسال مساعدات غذائية وإعادة تشغيل وإصلاح الدوائر الحكومية وتزويدها بكل ما تحتاج. وقد تم فعلا رفع علم النظام فوق أحد الأبنية الحكومية لكن سرعان ما انهارت الهدنة المزمعة بعد ساعات عندما قامت مجموعة من شباب البلدة بإنزال العلم وحرقه والتعهد بإفشال أي هدنة مع النظام مؤكدين أن بلدتهم لن تتخلى عن الثورة مقابل إغراءات مادية مع نظام يقتل أخوتهم في باقي المناطق ويدمر بيوتهم يوميا.   

بينما قال العقيد "زياد الحريري" قائد "الفيلق الأول" التابع للجبهة الجنوبية، وأحد أبناء "داعل" في أخر تصريحاته أنه تم تشكيل غرفة عمليات طوارئ في حوران عامة، وأن زمن الانتصارات سيعود من جديد، ونفى الإشاعات التي تروّج أن البلدة ستعقد مصالحة مع النظام.

تستمر حملة النظام العسكرية مدعومة بالطيران الروسي لتثبيت المواقع التي كسبها مؤخرا في درعا محاولا تأمين  الطريق نحو منطقة الجمرك القديم، مصحوبة بحملة إعلامية مدروسة هدفها إحباط معنويات الثوار وتشتيت جهودهم وتحييد بعض المدن والبلدات عن المعركة العسكرية.