أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة

خمس سنوات والاقتصاد السوري يتهاوى حتى بات نظام الأسد غير قادر على دفع رواتب الميليشيات المحلية التي تقاتل معه وبات اعتماده الأول على المرتزقة الأجانب الذين تزج بهم ايران وتتحمل تكاليف قتالهم في سوريا.

لم يبقَ في خزينةِ نظام الأسد أي دولار، خاصةً بعد َفقدانهِ السيطرة على آبارِ النفط، وتوقّفِ الناسِ عن دفع ِالضرائب، وفواتيرِ الكهرباء والماء، ونظامُ الأسد بات يعتمدُ على العملياتِ التجارية غيرِ المشروعة والدعمِ المباشر من إيران والعراق لدفعِ رواتبِ موظفيه.

النظام اعتمد ومنذ اليوم الأول على اطلاق ايدي قواته في المناطق التي يسيطرون عليها لكي يضمن ولائهم ويزيح عن كاهله عبئ رواتبهم فكان فرض الاتاوات على المارة وسرقة المنازل وخطف الاغنياء لطلب الفديات هو ابرز ما قام به موالوا النظام.

الطرق السريعة كانت المرتع الأكبر  لحواجز النظام فبحسب شهود فان الطريق الواصل بين دمشق وحلب والبالغ طوله نحو ثلاثمئة وستين كيلومترا يحتاج الى اثنتي عشرة ساعة وقد تزيد في بعض الأحيان وتصل الى ثماني عشرة ساعة اذا ما كان هناك حواجز جديدة تفتش سيارات النقل بذريعة الامان.

حاجز المليون او حاجز علي شلة من أشهر الحواجز على هذا الطريق سمي بهذا الاسم لانه يجني أكثر من مليون ليرة سورية يوميا  اذا اكدت صفحات موالية للنظام ان هذا الحاجز يقوم بفرض الاتاوات عبر تسعيرة محددة كدفع مبلغ 25  آلف ليرة سورية على السيارات الصغيرة و50 ألف ليرة على الباصات اما شاحنات نقل البضائع فتصل تسعيرة مرورها الى أكثر من مئة الف ليرة الى جانب ابتزاز المدنيين وتهديدهم بالاعتقال في حال رفضهم دفع مبالغ أقل من المطلوب.

والى جانب هذا الحاجز عشرات الحواجز الأخرى المتمركزة على الطريق والتي تدر ذهبا على افراد النظام  وخاصة أوقات ازمات المازوت فروى أحد سائقي الشاحنات بان الرحلة من حلب الى حماة والتي تبلغ مسافتها نحو مئة كيلومترا تكلفه عبر طرق النظام العسكرية أكثر من خمسمئة ألف ليرة سورية.

اما المناطق التي يحتلها  داعش فان للنظام او أفراده الذين يقولون انهم محاصرون مكانا اكبر لفرض الأتاوات اذ ترتفع المبالغ حتى تصل في بعض الأحيان الى مئة الف ليرة لمريض يحتاج الى العلاج خارج دير الزور المحاصرة  يدفعها لحاجز واحد وقد يتطلب منه الأمر دفع المزيد على الحواجز الأخرى في طريق عبوره الى تركيا مثلا.

ما يجنيه النظام من أتاوات لم يقتصر فقط على الطرق السريعة وحواجز التشبيح بحسب ما يطلقه السوريون عليها بل يقوم سماسرة بتأمين رحل من دير الزور الى دمشق مثلا عبر مرويحة تابعة للنظام مقابل مليون ليرة سورية على الشخص اي ما يعادل نحو 4500 دولار امريكي.

كما تقوم قوات النظام والميلشيات الموالية ببيع المساعدات الغذائية التي تسلمها الامم المتحدة باسعار خيالية وخاصة في المناطق المحاصرة فهم بحسب الشهود يستغلون كل شاردة في مناطق سيطرتهم دون أي مراجعة من أحد ولا يوفرون حتى أصغر المالبغ الا ويسرقونها من جيوب السوريين الذين نزح أكثر من نصفهم بسبب ما يقوم به الأسد من عمليات الاجرام هناك.

سرقات المنازل هي أيضا من أهم الموارد التي يجنيها شبيحة النظام اذ تقوم مجموعة من أفراد لجان الدفاع الوطنبي باطلاق شائعة بان هجوما سينفذه مقاتلوا المعارضة على منطقة ما ويطلبون من الأهالي بافراغ البيوت حفاظا على حياتهم بعد ذلك تدخل تلك اللجان وتفرغ البيوت من محتوياتها وهذا ما حصل بكثرة في حي جميعة الزهراء بحلب حسبما افاده شهود هناك.

عشرات الملايين تجنيها القوات الموالية للاسد من سرقة ونهب وفرض للاتاوات حتى أفاد أحد أهالي حلب بان الشبيحة زجوا باولادهم وعائلتهم للعمل معهم في مناطق سيطرتهم كبيع المواد الغذائية على البسطات وغيرها من الاعمال التي تؤمن لهم الملايين كتجارة استغلوها في حربهم ضد ابناء جلدتهم في جميع اشكالها العسكرية والاقتصادية.