أخبار الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة (ألفة الجامي) 

 

تسونامي كبير قد يقبل عليه العراق في الايام القليلة المقبلة، على ضوء احتمالات قوية بانهيار سد الموصل المصنف أخطر سدود العالم والذي توقفت فيه اعمال الصيانة الضرورية منذ احتلاله من قبل داعش في يوليو 2014، حقائق ملموسة كانت في طي الكتمان إلا أنها اليوم طفحت على الساحة بعد إنذارات دولية قوية  من كارثة انسانية في الأفق.
فالحديث عن انهيار سد بحجم سد الموصل، يستوجب الوقوف عند خصائص هذا السد والمخاطر المحتملة من انهياره. نتابع كل التفاصيل في سياق التقرير التالي

كارثة انسانية بكل المقاييس تضاف الى قائمة الكوارث التي يعيشها العراق حاليا. بعد أزمة انعدام الامن والاستقرار واحتلال داعش لعدة مناطق حيوية في البلاد، سد الموصل المصنف أخطر سد في العالم يكشر عن انيابه، مع احتمال فيضانه، ليضع العراق أمام مأزق حقيقي. سَدّ الموصل الذي يُعد أكبر سد في العراق، ورابع أكبر سد في منطقة الشرق الأوسط،  يُمثل شريان حياة لملايين العراقيين، يحصلون منه على ما يحتاجون من الماء والكهرباء، ويبعد حوالي 50 كم شمال مدينة الموصل في محافظة نينوى شمال العراق على مجرى نهر دجلة، بطاقة استيعابية نحو ثمانية مليارات متر مكعب، مع طاقة تخزين قصوى تبلغ نحو 11 مليارا.

السد منذ بداياته، كان محل خلاف بين كبار المهندسين حول التربة الهشة التي بني عليها والتي تعرضه للتآكل المستمر والتي ايضا تحتاج إلى دعم مستمر لتقويتها حتى لا تنهار فتتفجر المياه التي يبلغ ارتفاعها نحو عشرين مترا في اتجاه سكان المدن القريبة فيدمر البلاد والعباد. لكن نقص الصيانة بعد احتلال داعش للسد  لفترة وجيزة في 2014 أدى الى اضعافه .

انهيار سد الموصل..أي مستقبل ينتظر العراق
بالنظر إلى كل هذه المعطيات، فإن السد مهدد بالانهيار الوشيك وهو ما حذَّر منه مهندسون عراقيون اشتركوا في بناء السد قبل 30 عامًا وكشفوا أن مدن الموصل وتكريت، بل وحتى بغداد سيصلهم هذا الدمار ويتوقع غرق مليون شخص، ونزوح 500 ألف آخرين.

المخاطر المحتملة تتمثل في ارتفاع منسوب مياه السد إلى 319 متراً  حالياً هو 307 أمتار.
فيما من المحتمل أن تصل كميات المياه المتدفقة من السد في حال انهياره نحو ستمئة ألف متر مكعب في الثانية، في حين أن مجرى نهر دجلة لا يتحمل تصريف أكثر من 3500 متر مكعب في الثانية. كما سيصل عُمق المياه في نهر دجلة إلى أكثر من 15 متراً

ويتوقع الخبراء أن يستغرق وصول الموجة الأولى من الفيضان إلى مدينة الموصل  خلال ساعة، أما في تكريت فمن المنتظر وصول موجة المياه المتدفقة بعد يوم أو يومين، وفي بغداد بعد ثلاثة أو أربعة أيام،  مع ارتفاع الماء في مجرى النهر إلى عشرة أمتار. توقعات أخرى خطيرة، تشي بأن مياه الفيضان ستغرق بالكامل نسبيا مدن تكريت وسامراء جنوب الموصل وأرياف العاصمة بغداد .

امام هذه التوقعات، من المحتمل أن يجد ملايين العراقيين انفسهم امام خطر جدي، خاصة أن انهيار سد الموصل سخلف خسائر على طول ثلاثمئة كيلومتر في اتجاه مجرى النهر، عدا الأضرار التي سيخلفها على مدى أعوام على المستقبل الزراعي والصناعي والبيئي للمنطقة، فيما ستضرر البنى التحتية الأساسية، وتتعطل الحياة. وهو ما يتطلب حلا جذريا لتفادي الأخطر.