أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (إبراهيم الإسماعيل)

في ذكرى الثورة السورية ودخول عامها السادس، ما يزال السوريون يجددون البيعة والمطالب التي خرجوا من أجلها منذ خمس سنوات، وهي إسقاط النظام ومحاكمة رموز النظام التي سفكت دماء الشعب خلال هذه الفترة.

خرجت مظاهرات حاشدة في كل المدن السورية رفع فيها المتظاهرون علم الثورة السورية، ايماناً منهم بضرورة تجديد المطالب وتحديد مسار الثورة الأساسي. ولا ينسى السوريون ماضي ثورتهم، حيث كانت البداية بالرصاص الحي والاعتقالات ما لبثت أن تطورت آلات القتل والتدمير لتشمل الطائرات والدبابات والجيش السوري "حامي الديار"، الذي فتك في الأطفال والنساء والبيوت والمدن السورية.

زادت فاتورة الدم السوري مع ازدياد أيام الثورة، وزادت القصص والحكايات في كل بيت وأسرة، حيث توزع أفراد الأسرة بين شهيدٍ ومعتقلٍ ومفقودٍ ونازح ولاجئ، والمسبب الرئيسي لهذه الأوضاع هو المجرم الوحيد وحاشيته المجرمة.

"إبراهيم زيدان" من أوائل ناشطي الثورة السورية يقول في حديثه: "في ظل الظروف الراهنة وصعوبة الأوضاع لم يتخل السوريون عن ثورتهم بل عادوا إلى الساحات ليجددوها وليرفعوا مطالبهم عالياً برفقة علم ثورتهم الغالي الذي كفنوا به من فقدوهم من رفاق الدرب خلال أيام الثورة".

التخاذل الكبير الذي زاد من معاناة المدنيين خلال الثورة من قبل العالم العربي والعالمي، والذي لم يقدم لهم أي حلٍ يضمن وقف شلال الدم السوري، جعلهم يفقدون الثقة بكل إنسانية العالم التي خذلت أطفال المجازر التي ارتكبها النظام وكررها في كل المدن السورية.

ما الذي تغير في الواقع السوري؟

من أكثر الأسئلة التي تطرح بشكلٍ يومي في الساحة السورية، هل كانت أحوال السوريين أحسن عما هي عليه سابقاً، أم أن الأوضاع الراهنة تحمل الكثير من المفاجئات للسوريين في كل مكان؟.

الشاب " ثائر خطيب" من طلاب الجامعات المنقطعين عن الدراسة يرد على أسئلتنا: "بالطبع الحال السوري الآن ليس بالجيد أو المتوقع، إنما التخاذل الكبير الذي شهدناه من قبل العالم أجمع جعلنا نعتاد على كل أمر نراه، فمع دخول الروس كحليف للنظام بات معلناً للجميع أننا شعب مضطهد من قبل المجتمع الدولي".

ترنو العيون السورية في كل يوم إلى كل مبادرة يقوم بها العالم لحل أزمته، إلا أن التشرذم الداخلي والتشتت الفصائلي الذي تشهده الفصائل المقاتلة جعلت من تحرير الأراضي السورية حلماً لكل سوري، ورؤية الراية الواحدة تحت جيشٍ واحد أمراً مستحيل الحدوث.

"أبو أحمد" مقاتلٌ في الجيش الحر يتطلع لرايةٍ تنقذ أطفاله من الموت، يقول: "أن أرى العلم الواحد يخفق في كل البلاد وتحت شعار واحد ومسمى واحد لهو من أكثر الأمور التي أحلم بها في كل يوم، مثلي مثل جميع المقاتلين في الثورة السورية، أن أموت وأنا أعلم بأن دمي لن يذهب رخيصاً بل سينقذ أطفالي من بعدي يجعلني أموت وأنا راضٍ عما قدمت".

تطلعات السوريين للمستقبل الثوري

تختلف تطلعات الكثير من السوريين عن مستقبل الأحداث، فالبعض منهم يرى الهجرة واللجوء ملاذه الوحيد والبعض الآخر يرى القتال حتى الموت هو الواجب المقدس، وغيرهم يرى العيش منعزلاً دون التدخل بشيء هو الحل الأمثل.

"محمد" شاب سوري يعيش في تركيا، يقول: "بعد التشتت الكبير والاجتماع علينا من قبل الدول كلها، أصبح من الضروري الهرب بعيداً عن كل هذه الأمور، أن أعيش مع أطفالي في أي مكان في العالم أحب إليّ من الموت من أجل إرضاء مصالح الغير".

الشريحة السياسية متمثلةً بالمعارضة السورية في الخارج، ترى بأن الحل قادم وأن الحكم سيكون للشعب وسيتم بناء دولةٍ ديمقراطيةٍ حرةٍ وكريمة، تتبع لسيادة القانون الواحد وتضم جميع الأطياف.

يخالفهم الرأي الشاب "عبد الله" مقاتلٌ في جيش الفتح، يقول: "علينا أن لا نترك سلاحنا ونهرب إلى أوروبا، ولا أن نلقي بسلاحنا وننتظر السياسة التي توعدنا بها أمريكا وحلفاؤها، بل علينا أن نقاتل حتى نحرر كل البلاد من الطغاة والمعتدين، ولو كلفنا ذلك كل ما نملك من أرواحٍ وعدةٍ وعتاد".

تستمر الحالة السورية من سيءٍ إلى أسوأ، فتكرار المجازر من قبل الطيران الروسي والصمت الدولي حياله زاد من سوء الحال وجعل الدرب مظلماً غير واضح المعالم.