أخبار الآن | الحسكة – سوريا (عبد الرحيم سعيد)

 

في ديسمبر 2013، أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وجناحه العسكري "حدات الحماية الشعبية" مع بعض الأحزاب والتجمعات المؤيدة له "إدارة ذاتية" في مناطق "الجزيرة وعين العرب وعفرين"، واتبعت في ادارتها نظام المقاطعات "الكانتونات"، حسب تسمية الإدارة، حيث يحكم كل مقاطعة مجلس تشريعي ومجلس تنفيذي يتكون من وزارات رئيسية مثل الداخلية والخارجية والاقتصاد والدفاع وغيرها، حيث كانت كل مقاطعة تقوم بتسيير أعمالها دون الرجوع أو التدخل في شؤون المقاطعات الأخرى. لكن التعاون والتنسيق كان واضحاً في كثير من الأمور وخاصةً العسكرية والمالية، فكثيرا ما كان النفط والغاز وغيرها من  المحروقات تذهب من الجزيرة باتجاه عين العرب، وكذلك المقاتلين.

في الآونة الأخيرة يتردد كثيرا في الأوساط الاعلامية التابعة للإدارة الذاتية فكرة إعلان نظام فدرالي يشمل المقاطعات الثلاث كجزء من إقليم فدرالي ضمن سورية، تشمل بالإضافة إلى المقاطعات الثلاث بعض المناطق التي سيطر عليها مؤخراً في شمال سوريا "ريف حلب الشمالي".

اليوم الأربعاء 16/3/2016 اجتمع ممثلون عن المقاطعات في مدينة "الرميلان" شمال شرق سورية في منطقة الجزيرة، وبمشاركة عدد من الأحزاب والتجمعات السياسية "أكراد وعرب وسريان وتركمان، وكذلك مشاركة وفد من مدينة تل أبيض. والأحزاب التي شاركت هي: الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، الحزب اليساري الكردي، حزب الخضر الكردستاني، حزب الوحدة الديمقراطي الكردي والهيئة الوطنية العربية، الحزب الآشوري الديمقراطي، حزب الاتحاد السرياني، وحضر "أسعد ياسين" كممثل عن التركمان في شمال سوريا. وشاركت وحدات الحماية الشعبية ممثلة بشخص "ريدور خليل" وقوات سوريا الديمقراطية ممثلة بشخص العقيد "طلال السلو"، وبلغ عدد الحضور "200"،

كان الاجتماع كان تحت شعار "سوريا الاتحادية الديمقراطية ضمان للعيش المشترك وأخوة الشعوب"، عقد هذا الاجتماع لمناقشة وضع خطة ووثيقة لإعلان المقاطعات الثلاث مع تل أبيض وبعض القرى والمدن في ريف حلب كإقليم فيدرالي ضمن سوريا اتحادية.

افتتح الاجتماع "حاكم مقاطعة الجزيرة" حميدي دهام الهادي، تلاه كلمة لـ "منصور السلوم" رئيس الإدارة الذاتية في تل أبيض. ومن ناحيته، نوه العقيد "طلال السلو" أنّ قوات سوريا الديمقراطية ستلتزم بكافة القرارات التي يتخذها هذا الاجتماع، وأنهم سيقومون بتسليم كافة المناطق التي سيحررونها إلى هيئات الإدارة الذاتية.

عقد الاجتماع في أجواء أمنية مشددة في المدينة وكذلك على كافة الحواجز التابعة للإدارة الذاتية في منطقة الجزيرة ولاسيما القريبة من مدينة الرميلان، المدينة المستضيفة للاجتماع.

"سيهانوك ديبو" نائب رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي ومستشار "حاكمية مقاطعة الجزيرة" ومن المشاركين في الاجتماع صرّح لأخبار الآن: "إنّ هذا الاجتماع الموسّع جاء لتبادل وجهات النظر بين كافة مكونات المقاطعات وشمال سوريا لإيجاد شكل جديد لإدارة المناطق غير الخاضعة للنظام السوري في كافة مناطق شمال سورية".

وحول وقت انعقاد هذا الاجتماع، قبل معرفة مصير نظام الأسد قال لنا ديبو: "إنّ مصير مناطقنا غير متعلقة بأشخاص ضعفاء أو تنظيمات إرهابية، نحن اجتمعنا لنحدد نحن كيف سندير مناطقنا ولن ننتظر لنعرف مصير أحد".

وأضاف: إنّنا حتى اللحظة ما زلنا نناقش طريقة الإدارة الجديدة، ولكن الفيدرالية هي التي تتصدر الأفكار المطروحة، وغالباً اليوم أو غداً سيتم إعلان اعتماد المقاطعات الثلاث مع بعض مناطق شمال سوريا الفيدرالية كطريقة للإدارة.

أما عن التطبيق العملي وتوحيد هيئات المناطق جميعها فيقول: "حالياً سيتم الإعلان عن شكل الإدارة وسيتم انتخاب لجان تقوم بدورها بإجراءات عملية لتطبيقها على أرض الواقع، حيث سيتم تكليف لجنة تنفيذية وكذلك سيتم تكليف لجنة تقوم بإعداد عقد اجتماعي للإدارة الجديدة، وهذا الاجتماع سيتبع بعدة اجتماعات حتى الانتهاء من تطبيق النظام الإداري الجديد".

يذكر أن هذا الاجتماع جاء بعد دعم روسيا لقيام نظام فيدرالي في سوريا، وكذلك بعض الإشارات من الولايات المتحدة حول أنّ تطبيق الفيدرالية سيكون ممكنا إن لم تنجح الهدنة أو لم تنجح مفاوضات جنيف 3.