أخبار الان | سيربرينيتسا – البوسنة (جنان موسى) 

مراسلتنا جنان موسى كانت قد زارت سيربرينيتسا واستمعت الى شهادات من المواطنين ممن عايشوا المذبحة وتعرفت على قصصهم وكيف يستذكرون هذه المذبحة ومن فقدوا فيها من أحبائهم حتى يومنا هذا ..

فاطمة سالهوفيتش احدى هؤلاء المدنيين الذين قتل الصرب جميع الذكور في عائلتها.

وكان المسلمون بالبوسنة قد تعرضوا لمجازر واسعة على يد مليشيات صربية قامت بإعدامهم بالجملة في يوليو/تموز 1995، بمدينة سربرنيتشا التي كانت تحظى بحماية أممية، وذلك قبل أشهر من نهاية الحرب الأهلية التي استمرت ثلاث سنوات.

هذا وقد قامت القوات الصربية وباوامر مباشرة من أعضاء هيئة الأركان الرئيسية لجيش جمهورية صربيا القادة-العسكريين والسياسيين- بالقيام بعمليات تطهير عرقي ممنهجة ضد المسلمين البوسنيين . فبعد دخول القوات الصربية البلدة ذات الاغلبية المسلمة ، قامت بعزل الذكور بين 14 و 50 عاماً عن النساء والشيوخ والأطفال ، ثم تمت تصفية كل الذكور بين 14 و 50 عام ودفنهم في مقابر جماعية ، كما تمت عمليات اغتصاب ممنهجة ضد النساء المسلمات.

تم تحميل رادوفان كاراديتش الزعيم السياسي لصرب البوسنة والجنرال راتكو ملاديتش الذي قاد المليشيا الصربية بالإضافة للعديد من القادة السياسيين والعسكريين وشبه العسكريين المسؤولية عن تنظيم عمليات قتل المدنيين وتشريدهم. فيما لا يزال معظمهم متواري عن الأنظار وملاحقين من قبل الإنتربول وقوات الأمم المتحدة في البوسنة.

في عام 2004 أعلنت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الخاصة بيوسغلافيا السابقة  فيما سُمّي بقضية كراديتش ، أن ما حصل في سربرنتسا هي عملية تطهير عرقي عن سبق الإصرار والترصُّد ، وذلك وفقا للقوانين الدولية ، باعتبار توفر ادلة قطعية تدين القادة الصرب الذين خططوا للمجزرة.

و في عام 2005، أشار الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك السيد كوفي عنان في رسالة الاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة للإبادة الجماعية،إلى أن اللوم يقع بالدرجة الأولى على أولئك الذين خططوا ونفذوا المذبحة والذين ساعدوهم ،ولكنه يقع أيضا على الدول الكبرى والامم المتحدة كون الاولى فشلت في إتخاذ إجراءات كافية ، والثانية – أي الأمم المتحدة- ارتكبت أخطاء جسيمة قبل وأثناء وقوع المجزرة ، ولذلك ستبقى مأساة سربرنيتشا نقطة سوداء في تاريخ الأمم المتحدة إلى الأبد

وحتى الآن تم دفن 6241 ضحية، في النصب التذكاري، و230 ضحية في مقابر أخرى وهذه المجزرة التي تعتبر من أسوأ الفظائع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، صنفتها محكمتان دوليتان على أنها إبادة.