أخبار الآن | أنطاكيا – تركيا (جمال الدين العبد الله)

 

بعد انتشار اللاجئين السوريين وبشكل كبير في تركيا بُعيد الثورة السورية، فوجئ العديد من اللاجئين بتعرفة التنقل سواء بباصات النقل الداخلي أو سيارات الأجرة وحتى بالباصات الصغيرة المتنقلة ضمن المدينة أو الترام، مما دعا العديد إلى ابتكار طرائق أخرى للتنقل تتناسب مع حجم مردودهم المالي؛ والتوفير قدر المستطاع.

صعوبة امتلاك الدراجات النارية

اعتاد العديد من السوريين وخاصة في المناطق المحررة الاعتماد على "الدراجات النارية" والتي تعتمد على الوقود "البنزين" والتي تتميز بسهولة حركتها وانخفاض ثمنها وتكلفة صيانتها، وكونها لا تحتاج إلى رخصة قيادة. لكن الحال اختلف هنا في تركيا، فمعظم الدراجات النارية التركية قد يبلغ ثمنها ثمن سيارة.

ويجد المواطن السوري صعوبة في امتلاك "دراجة نارية" وذلك لاحتياجه شهادة القيادة المترجمة وعددا من الوثائق، ناهيك عن استخدام البعض للدراجات النارية والتي تحتاج إلى معاينة أو ضريبة.

يقول "أحمد" القاطن في إقليم هاتاي "أنطاكية" حول وسائل التنقل التركية وخاصة الدراجات النارية: "أعمل في تركيب أجهزة استقبال التلفزيونية "الستلايت"، ولي زبائن في معظم مدينة أنطاكية، ولكني أجد صعوبة في التنقل من المنزل نحو الزبون لغلاء أجرة المواصلات، والتي قد تتجاوز أحياناً أجرة تركيب الستلايت ذاته، كنت أريد شراء دراجة نارية لكني عدلت عن الفكرة لارتفاع أسعارها وصعوبة امتلاكها ناهيك عن أسعار المحروقات المرتفعة نسبياً "مقارنة بسوريا"، لذا عدلت عن الفكرة".

الدراجة الكهربائية أو الهوائية هي الحل

تتميز الدراجات الهوائية بخفة حركتها وانخفاض أسعارها وأعطالها وصيانتها، وعدم حاجتها لرخصة سوق مقارنة مع الدراجات النارية، غير كونها تشكل رياضة بسيطة لمستخدميها، ولكنها غالباً تنقل شخصاً واحداً لا أكثر مع عدم قدرتها على استيعاب أغراضا أخرى قد يحملها الشخص معه.

هذا ما دعا "أحمد" إلى استخدام "الدراجة الكهربائية": "بعد استخدامي الفاشل للدراجات الهوائية قررت شراء نظيرتها الكهربائية، رغم كون سعرها مرتفع قليلاً ولكنه أرحم أمام النارية، لا تكلف كثيراً سوى الشحن الكهربائي، والصيانة الدورية، كونها صديقة للبيئة ولا تصدر أصواتاً مزعجة، ويمكنها تحمل بعض الأوزان وخاصة حقيبة الأدوات المخصصة لعملي في تركيب الستلايت".

التاكسي السورية الخاصة أوفر من التركية

لابد أن معظم اللاجئين السوريين في تركيا عامة، وفي أنطاكية بشكل خاص؛ اضطر إلى استخدام "التكسي التركية" في بعض الحالات، والتي يميزها "عداد الأجرة" والذي يرتبط فيه نظر اللاجئ طوال فترة الطريق وهو يجري، لتخرج فاتورة كبيرة لم يتوقعها الزبون، ليعود ويستخدم التاكسي السورية والذي يمكن التواصل معه عبر الاتصال بصاحب السيارة، والذي لا يوجد مكان ثابت له.

"إيهاب" شاب سوري استخدم اثناء تنقلاته في بداية تواجده في تركيا التكاسي التركية، يقول: "في أول مرة أصعد بها مع سائق تركي، بدأت أملي عليه العنوان بصعوبة كوني لا أتحدث اللغة التركية، ليضغط زر العداد الأجرة والذي تعلّق نظري به طول الطريق، ولسوء حظي فإن معظم إشارات المرور الحمراء في تركيا مدتها تتجاوز الدقيقة، وأنا أراقب عداد الأجرة وهو يجري بسرعة وكأنه يعد الأموال التي ستخرج من جيبي آسفاً"، ويضيف: "كانت تلك أول مرة وآخر مرة أصعد في تكسي تركي، فالعدادات واللاجئين لا يتناسبان، كانت أجرة رحلتي القصيرة 35 ليرة تركية، وكانت تعادل في سوريا أجرة الذهاب من دمشق إلى اللاذقية، تعرفت على صاحب سيارة سوري، أتصل به عن طريق الجوال ليأخذني في أي وقت ولأي مكان بأجرة لا تتجاوز 25 ليرة تركية".

باصات خاصة أو عامة للعمال

اعتاد العديد من العمال السوريين العاملين في بعض المحلات التركية إلى الوقوف على مواقف باصات النقل الداخلي الواصلة بين أحياء "أنطاكية"، ورغم كلفتها القليلة نسبياً حيث تبلغ ليرة وخمسة وسبعين قرشاً للسفرة الواحدة، إلا أنها تشكل عائقاً على "علي"، الذي يقول: "أنتقل يومياً من حي المزرلك الشعبي إلى منطقة سوق حلب بواسطة باص النقل الداخلي، مما يكلفني يومياً ثلاثة ليرات ونصف، راتبي الشهري لا يتجاوز الخمسمائة ليرة تركية، مائة ليرة تركية في الشهر أصرفها على التنقل، ولا حل لي إلا شراء دراجة هوائية".

بينما يبقى بعض العمال من ذوي الحظ الوافر، حيث تتكفل الشركة أو المعمل بنقل العاملين من منازلهم إلى العمل وبالعكس، وذلك على حساب الشركة، مثل "فؤاد" العامل في إحدى معامل النسيج في أنطاكية.

يقول: "أستيقظ يومياً في الصباح لأمشي حوالي المائتي مترا إلى أحد النقاط المتفق عليها ليأتي باص العمل ليقلني ويمر على عدد من النقاط ليجمع العاملين ويقلهم إلى مكان العمل البعيد نسبياً، وقد فضّل صاحب العمل هذه الفكرة لضمان عدم التأخر في الوصول إلى العمل والبدء في ساعة محددة، ومن يتأخر عن موعد الباص فله إما أن يستقل "تاكسي" نحو العمل؛ أو يعود نحو منزله ويُخصم أجار يومه".

يُذكر أن العديد من السوريين قد اتخذوا عدداً من طرق المواصلات بين المناطق التركية، فالبعض قرر ايضاً الاستغناء عن "البولمان" للتنقل بين الولايات التركية، واستقلال "تاكسي" سوري لإيصالهم إلى حيث يريدون.