أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (جواد العربيني)

مع مرور ثلاث سنوات على إغلاق المعابر الواصلة بين الغوطة الشرقية مع غيرها من المناطق، احتلت المشاريع التنموية التي تشرف عليها مؤسسات وفعاليات خيرية دورا بارزا في التصدي للحصار وتخفيفه بل وامتصاصه "في فصل الصيف تحديدا" من خلال زراعة الأراضي وتشغيل اليد العاملة وإعادة تجديد الثروة الحيوانية وتوزيع الناتج على الأشد فقرا من عائلات الغوطة.

مع بدء حصار النظام للغوطة الشرقية عزف الفلاحون عن زراعة أراضيهم بسبب غلاء الوقود والبذور، وهو ما زاد من أعباء الحصار، الأمر الذي مهّد لانطلاق المشاريع التنموية من خلال مشاركة الفلاحين ودفعهم إلى زراعة أراضيهم وفق اتفاق شراكة ينصّ على تكفل المؤسسة المانحة بتقديم البذور والوقود والسماد وكل مستلزمات الزراعة مقابل حصة تقدم لتلك الجمعية من الريع وتدار وفق خطة المؤسسة.

مشاريع تنموية واكتفاء ذاتي

وفي حديثه لأخبار الآن، قال "عمران أبو محمد" عضو قسم العلاقات العامة في "المكتب الإغاثي الموحد": "مع بدء الحصار أصبحت الزراعة بالنسبة للفلاح أمرا مستحيلا بسبب غلاء المواد الأولية للزراعة، وبذلك أصبحت مساحات كبيرة من الغوطة دون زراعة، ومن هنا تعززت فكرة المشاريع التنموية وأصبحت أحد أهم مصادر الاكتفاء الذاتي وتشكّل ركيزة أساسية بدعم الاقتصاد الداخلي للغوطة. اليوم أصبحت مئات الهكتارات مزروعة وهو ما امتص حصار النظام بشكل كامل. الأمر الآخر المهم هو تشغيل مئات العاطلين عن العمل في هذه المشاريع كالفلاحين والمهندسين الزراعيين والمحاسبين والمراقبين، هؤلاء يتم تشغيلهم بشكل مباشر كما لدينا عمال الأفران وسائقي السيارات وعمال النقل وعمال الحصاد والمطاحن والأفران وغيرهم"، وأضاف: هنالك دورة إنتاجية كاملة تشغّل عددا كبيرا من الأشخاص ضمن منقطة محاصرة وبذلك تم تحقيق الاكتفاء الذاتي، وبالنسبة للريع يتم تخصيص قسم يوزع على المحتاجين مجانا ويتم إدارة الباقي وفق خطة مدروسة تضمن بيعه أو تخزينه للانطلاق بمشاريع تنموية مشابهة.

تأهيل الثروة الحيوانية

تربية الحيوانات شكلت قبل الحصار ركيزة أساسية في الغوطة الشرقية ورافدا أساسيا للاقتصاد السوري، ومع بدء حصار النظام لجأ الفلاحون إلى ذبح حيواناتهم لتعذّر توافر الأعلاف وهو ما ساهم بخفض تلك الثروة بشكل كبير، حيث انخفضت أعداد الأبقار من مائة ألف رأس قبل الحصار إلى 15 ألف رأسا بعد العام الأول للحصار، ليشكل إعادة تلك الثروة هدفا أساسيا للمشاريع التنموية.

وفي حديثه لأخبار الآن، قال "أبو باسم" وهو مدير فريق "ورد" في دمشق وريفها: "أطلقنا قبل خمسة أشهر مشروعا لتربية الأبقار، طبعا كما ترى الأمور تسير كل يوم نحو الأفضل، فهذا المشروع البسيط يستطيع تشغيل أكثر من عشرين شخصا ويستفيد منه عشرات الجرحى، حيث نقوم بتخصيص ريع المشروع المسائي لجرحى الحرب كما نقوم بتخصيص الريع الصباحي للمطبخ الخيري في المدينة من خلال تحويل الحليب إلى مادة اللبن، كما أن عدد الأبقار سيتضاعف خلال سنة وهو ما سيزيد من فرص المستفيدين في العام القادم".

ولا تقتصر المشاريع التنموية على الزراعة وتربية الحيوانات، بل تمتد لتشمل الصناعات الغذائية كالكونسروة وتجفيف الفواكه والخضار وصناعة الألبان والأجبان إضافة لتشغيل السيدات في ورشات الخياطة وخصوصا اللواتي دون معيل.

المشاريع التنموية في الغوطة الشرقية .. كسر الحصار وتشغيل اليد العاملةالمشاريع التنموية في الغوطة الشرقية .. كسر الحصار وتشغيل اليد العاملةالمشاريع التنموية في الغوطة الشرقية .. كسر الحصار وتشغيل اليد العاملةالمشاريع التنموية في الغوطة الشرقية .. كسر الحصار وتشغيل اليد العاملة